من المتوقع أن يشهد النصف الأول من عام 2023 مفاجئات في ملف الحرب في اليمن، وذلك من خلال الجهود المضنية التي تبذلها دول الوساطة بين التحالف والحوثيين بحثاً عن حل يُحلل خروج التحالف من المستنقع اليمني بعد أن اقتنعت جميع الأطراف بأن الحل العسكري للأزمة غير ممكن إطلاقاً.
لكن اي حل سياسي للحرب ستكون له كباش فداء وليس كبش واحد! وكل طرف يقاتل حتى لا يكون ذلك الكبش!
والمهم بالنسبة لنا في الجنوب، يجب ألا نكون كبش فداء نهاية الحرب .
من خلال تجربتنا السابقة للمسار السياسي لقضية الجنوب منذ انطلاق الحراك الجنوبي وحتى اليوم نلاحظ أن التقدم الذي حصل في الفترة من 2015 إلى 2019 بدأ يتراجع وبالتحديد منذ 5 نوفمبر 2019 عندما تم توقيع اتفاق الرياض1.
ونحن اليوم في مارس 2023 في مرحلة حاسمة وحساسة جداً بالنسبة لقضية الجنوب خاصة وإن التحالف بدأ جدياً التفاوض مع حكومة صنعاء على إنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن!! لكن هذا السلام على حساب من؟
هل سيكون على حساب (الشرعية) ويضحي بها التحالف لإرضاء الحوثي بقبول السلام؟
أم سيكون على حساب الجنوب ويضحي التحالف بالإنتقالي ليكون كبش الفداء؟
في الحالة الثانية سنكون نحن الضحية (شعب الجنوب) بعد أن أعلن الإنتقالي بأنه حامل القضية الجنوبية.
اذا كان قادة الإنتقالي يدركون هذه المخاطر، عليهم اللجوء إلى دكة البدلاء قبل أن يحل البلاء، وتبديل بعض الوجوه والعقول المتحجرة التي تعتقد أن بإمكانها ان تفعل ماتشاء في وضع سياسي معقد تتداخل فيه السياسة والقوة والمصالح. هؤلاء يجب تغييرهم من الرفاق الذين طالت قعدتهم على الدكة وهم افضل ممن في الساحة.
المرحلة حرجة وتحتاج إلى رجالها، (رجال سياسة وذكاء، وقوة وحكمة) ويجب استبعاد المتشنجين والمستعجلين والمتعجرفين، البلاد داخل بيت الطاعة وتحت الوصاية الدولية والإقليمية ومحال السماح بمغامرات متهورة. ودكة البدلاء مكتضة من جميع الاطياف والاطراف وتحت تصرف التحالف، باستطاعته تغيير لاعب بدل اخر دون اعتراض من أحد، بل لايستطيع احد الاعتراض على قراره.
من يفهم هذه المعادلات ويستطيع حلها سينجح ومن لايستطيع حلها سيفشل، ومن فشل سيخرج من الساحة نهائياً بكرت أحمر.
عبدالله سعيد القروة
٣ مارس ٢٠٢٣