قبل أيام، أصدر فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة تقريرا خطيرا يوثق مدى الإرهاب والإجرام الذي مارسته المليشيات الحوثية وهي تتعمد صناعة أزمة إنسانية قاتمة.
صحيح أن التقرير عجّ بالمعلومات والأوجاع والصدمات عن هول الانهيار الذي خلفته المليشيات الحوثية في اعتداءاتها المتواصلة على المدنيين وتخريبها المستمر لكل المؤسسات وتعطيلها القاسي لكل الخدمات.
تحت أنقاض هذه الصفعات التي وجهتها المليشيات الحوثية لمفهوم الإنسانية، كان ملايين البشر - ولا يزالون - يتذوقون مرارة الحرب التي صنعتها المليشيات ولا يتحملون كلفتها.
هذه الأعباء التي صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة، لم تثر أي مشاعر لا وطنية ولا إنسانية لدى اليمنيين الذين تركوا أراضيهم قيد الإرهاب الحوثي.
الحديث تحديدا عن ذلك الفصيل السرطاني الذي يتحكم في مفاصل الأمور في النظام اليمني، وهو حزب الإصلاح الإخواني الذي على الرغم من الخسائر التي تلقاها إلا أنه يواصل بث سمومه ضمن مخطط انتقامي من جانب، وإرهابي من جانب آخر.
الأوضاع القاسية التي يعيشها ملايين السكان، لم تغير شيئا في بوصلة النظام اليمني وتحديدا المليشيات الإخوانية، التي تواصل تركيز تحركاتها على استهداف الجنوب ضمن إرهاب غاشم.
المليشيات الإخوانية التي كانت قد سلمت أراضيها للمليشيات الحوثية، وتخادمت معها في العدوان على الجنوب، تغمض عينيها عما يحدث على أراضيها وحجم الإذلال الذي يعيشه السكان هناك.
هذا الواقع يؤكد حقيقة واحدة وهي أن تنظيم الإخوان الإرهابي لا يخوض معركة وطنية كما يحاول أن يصور نفسه لكنه يعمد إلى أن يخوض حربا تآمرية تستهدف خدمة مساعي التنظيم وأجندته المشبوهة، وقوام هذه الأجندة هو العمل على احتلال الجنوب.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي