في الحقيقة هناك امر مهم فيما يتعلق بالاديان ، فلدينا كمسلمين القرآن ولكن شغلونا الفقهاء باختلافاتهم وافتاءآتهم
وتشدداتهم ضد بعضهم البعض .
فتوزع المسلمون الى مذاهب وفرق . ولم يكتف الفقهاء بفرقتنا ومذاهبنا ، بل زادوا في تكفير فئة لفئة ودقوا في عقولنا اسافينهم فمزقت وعينا . واصبحنا نقترب من اصحاب الدين المسيحي ، فهناك كنيسة المورمون . والاذريين . والبروتستانت . والكنيسة الكاثلوكية والكنيسة القبطية . وغيرها الكثير .
صحيح انهم توقفوا عن قتل بعضهم ، الا انهم لا يصلون في كنائس غير كنائسهم ولكل طائفة اعيادها وطقوسها وصيامهما وصلواتها . وكم تعاني كندا من تشدد الطائفة الكاثولوكية فهم يمنعون نقل الدم بل يحرمونه ويتركون ابنائهم عند الحوادث دون قبولهم بنقل الدم الى المصابين من طائفتهم او ابنائهم للتعويض عن النزيف .
المسلمون اليوم يكررون كارثة الخلاف الديني المسيحي ، مع تشدد في عدم تقبل الاخر من اي مذهب ، ورفضهم الصلاة في مساجدهم . وترى في العراق المسجد الشيعي والمسجد السني . وكثيرا ما وقعت تفجيرات في مساجد شيعية لتلحقها تفجيرات في مساجد سنية .
هذه الامور تسبب بها رجال الدين ونحن من سمح لهم بل ومنحناهم توقيرنا واعرنا واعينا وعقولنا لهم .والاعجب ان الشاب يسال عن مذهب من يطلب يدها مع انه في الاصل يحق للمسلم الزواج من كتابية .
والحل ! كن مسلماً ولا تحقد على من تمذهب ، بل ولا على مؤمن مسيحي او يهودي يشهد ان لا اله الا الله . بل ولا تحقد على بوذي او هندوسي طالما وهو لا يخاصمك ولا يحقد عليك .
وعلينا ان لا ندعوا على اي فئة من الناس ونجاهر بكراهاتهم ، وان لا ننشر كراهيتنا لهم وان نحاورهم . ( إدفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم) . واهمية التعايش وقبول الآخر هو الاساس لإستتباب الامن والعيش معا ، ومن يكره وينشر كراهاته فهو يوطد التحاقدات التي تفضي الى العداوات بل والحروب .
على انه في الدين ما يسمح لك ان تستفتي قلبك ، وان لا ترهن عقلك لشخص يعاني من مرض التشدد ، ويسمعنا احاديث اساء تفسيرها او آيات اختارها ، وكانت قد نزلت لتعالج قضية في حينها . ومن اقول الرسول عندما انتصر المسلمون على الفرس وكانت حينها فارس تحكم من قبل ملكة ..فقال ( خاب قوم ولوا امرهم إمرأة ) بينما في القران ذكر خير الصفات عن ملكة وثنية كانت تعبد الشمس . وهي بلقيس رضي الله عنها وارضاها . وهناك من يكره من المسلمين الدعاء لغير المسلم بالرحمة وكانه هنا يتدخل في مشيئة الله .
نحن وفي هذا الخلاف ابرياء ولكن من زج بنا الى آتون هذا الجحيم هم رجال الدين .
اقراء القرآن وتعلم منه واترك ما نقله الناس والرواه فالناس لا تتذكر او قد تتعمد التعديل .
وخلاصة القول . اذا تحدث عالم قبل الف سنة ! فما مدى علمه وسعة اطلاعه في تلك الايام ! فلماذا نحفظ عنه ونأخذ بقوله فلقد غابت عنه امور عظيمة وتغيرت في حياتنا وتطورت امور عظيمة ايضا .
والقصة المشهورة خير دليل يُقال: إن فخر الدين الرازي مر ذات يوم في موكب له مع طلابه بامرأة من عجائز في نيسابور . بلاد فارس . فسألت من هذا؟ قالوا لها:
إنه الإمام الجليل الفخر الرازي؛ الذي وضع ألف دليل على وجود الله، فقالت: سبحان الله! أو يحتاج الله للأدلة على وجوده؟ لولا عنده ألف شكٍّ، لَما وضع ألف دليل، فعندما بلغ الإمام الرازي مقولتها، قال: اللهم إيمانًا كإيمان عجائز نيسابور .
فاروق المفلحي