قديما قالت العرب في أمثالها ليس من سمع مثل من رأى وقد سمعنا وقراها الكثير عن الشيخ احمد مد الله في عمره بين مدحا وذما ولكن ذلك ليس مثل من شاهد على الواقع في غير موعد مسبق أو ترتيب (للقاء) الذي تم بالصدفة عندما كنت في زيارة لأسرة من انسابنا يسكنون في حي مجاور لمسكن سماحة الشيخ احمد الخليلي وانزلنا الأسرة في بيت الانساب وبقينا انا ونسبي عامر السيابي في سيارته وذهبنا في شارع مجاور وإذا بنا تمر من أمام مسكن سماحة الشيخ احمد الخليلي الذي عرفني عليه مرافقي الكريم ثم اقترب موعد اذان المغرب وذهبنا للصلاة في مسجد التابعي سلمة بن سعد الحضرمي كما هو مكتوب في اللوحة وبينما نتجول في صحن المسجد الخارجي وإذا بسماحة الشيخ احمد الخليلي أمامنا مدخلا للمسجد ثم قدمت للسلام عليه ومعي مرافقي لاقف أمام وجه يشع نورا ورجل ثمانيني بشخصية كارزمية جذابة تجعلك وكانك تعرفه منذ سنيين وليس من اول وهله سلمنا عليه وحيانا ببساطته وابتسامته السمحة وعرفته باسمي وموطني فازدادت ابتسامته وشد على أيدي مرحبا وقال بعد الصلاة سنذهب معا الى البيت العشاء عندي وانصرف إلى داخل المسجد ودخلنا بعده وبعد أداء الصلاة قلت لنسيبي انت عارف وزوجتك في زيارة لعجوزة من انسابنا للسلام عليها وسنعود لإكمال إجراءات السفر واعتذر لنا من سماحة الشيخ وعند خروجه طلب منا مرافقته لكن بادره رفيقي بالقول نستميحكم العذر سماحة الشيخ نسيبي عنده سفر وعاىلته هنا في زيارة نسايب لهم فرد بكلمة بترجاكم باكر الغداء عندي وانصرف وذهبنا. لأخذ الأسرة وعدنا البيت فقلت بكرة نعتذر من سماحة الشيخ فرد علي ليس هناك من عذر اخر الشيخ ترجانا فلابد من تلبية دعوته الكريمة وفعلا قبل ظهر ثاني يوم واحنا في صحن المسجد والشيخ وصل ودلف داخلا فلمحني وهو يسلم على آخرين فابتسم وانا اقترب منه للسلام عليه فسلمت عليه وشد على أيدي مرحبا و قال بعد الصلاة أن شاء الله نمشي معا وسألني اين صاحبك فقلت له موجود ..ومضى إلى داخل المسجد وبعد الصلاة ذهبنا الى صالة استقبال ضيوفه وتحدث عن هموم الأمة الإسلامية وعن الكثير من أمور المسلمين ومعاناتهم وانقساماتهم .. وتحدث عن شبام وسيئون وتريم وقال لقد زرت شبام وسيئون وأعجبت بناطحات السحاب في شبام ثم دلفنا إلى قاعة الطعام وتحدث سماحته ببساطة ووضوح ومما قال) قرأت مرة في عام1980م مقالا في جريدة بريطانية يقول كاتبه إن عام1990 سيكون العالم بنظام شيوعي واحد ومن الغريب أن ذلك العام كان انهيار الشيوعية فيه وفي عقر دارها..) وودعناه بابتسامته العذبة ومحياه الوضاء الذي يشع نورا في عمر الثمانيين وكارزميته الجذابة وبساطته وتلطفه وعلمه الغزير وسعة اطلاعه.
نسأل الله العلي القدير أن يمد في عمره بصحة وعافية.. وصدقت العرب في امثالها.
الباحث / علي محمد السليماني