عندما تموت أحلامنا على عتبات الوطن!!

2022-09-01 10:53

 

الوطن ليس مجرد أرض وتراب نسير عليهما، أو سماء نحلق فيها ؛ الوطن هو الأرض والأهل الذين يحيطونك بدفء مشاعرهم، ويخافون عليك، وتشعر بحبهم لك دون كلام، وهو الناس الذين يحيطون بك وقت الشدة يساعدونك، في الأزمات والخطوب .

 

الوطن هو النظام الذي يحكم ويساوي بين أفراد شعبه بين الحاكم والمحكوم ، ويعطي كلاًّ منهم حقوقًا متساويةً.. الوطن هو الشعور بأنك إنسان كريم كما كرَّمه الله، لا يستطيع أحد – مهما كان نفوذه وسطوته – أن يمتهن كرامته . ولكن المشكلة في بلادنا وبعض البلدان العربية أن هناك طلاب حكم، يتقاتلون ويتسابقون من أجل الكراسي تحت شعارات أخلاقية وهم يبعدون عنها كما بين الثرى والثريا ، همهم الأوحد أن يحكموا فقط لأنهم يعتقدون أنهم وحدهم المؤهلين وهم السادة وغيرهم الرعية والرعاع والعبيد فلا يجب أن ينافسهم أحد في حكم الشعب الذي يعتبرونه مجرد قطيع مطيع من الخراف الأغبياء كما قال هتلر!!

 

أما الحالمون بالعدالة والمساواة المفقودة من شباب الوطن فليس أمامهم من حل سوى الهجرة والاغتراب عن الوطن بعد أن تبخرت أحلامهم في  أوطانهم وفي المهاجر يتجرعون مرارة الغربة ومعاناة الاغتراب والتي لا تتسع مساحاتها لتداوي كل احزانهم وآلامهم !! وهم يصرخون من عذابات الغربة والبعد عن الوطن وفراق الأهل ولسان حالهم يقول :

ماتت أحلامنا تلك التي كانت تتوهج في أعماقنا مع شرخ الشباب وجلسنا نراقب شعاع النجوم لعل وعسى أن تنجلي همومنا التي أصبحت عرضة لضرب الصواعق والشهب و الاجرام و قسوة السنين، وبقينا لوحدنا نواجه سخط الأحبة والأصدقاء الذين سحقتهم الحاجة داخل الوطن اعتقادا منهم أننا تخلينا عنهم واذا عدنا الى بلادنا يتخلون عنا ونعيش كالغرباء في وضح النهار نسبح في الظلام .. نعيش داخل ذواتنا كالحطام.. !!

 

كنا نظن أن الغربة جنة الفردوس وعشنا في عالم الأوهام ولم نستيقظ إلا بعد أن تبخرت أحلامنا.. ونحن نشكي ونبكي ونقول ليتنا ما عشنا غربتنا ما بين كثبان الرمادِ!!

مشكلة وطني خطيئته الطهارةُ وسط عشاق الخنا والانحلالْ.. وطني جريرته التفرد والتمرّد في وقت انعدم الرجالْ الأوفياء .

 

ألف آه يا وطني .. بقينا وحدنا الطيور المهاجرة إلى جحيم الغربة وظل الندم يتهاوى كالمطارق.. كالفؤوس على رأس كل مغترب، والدموع لا تجدي نفعا وبقيت هنا أعيش في سماءٍ غير سمائي جَنَّ لَيْلُ الكَوْن.. أطالع في ليل السماء المدلهم لإجد وقد أَوْصَدَت كل المَجرّات أبوابَها في وجهي ولا زلت أبحث عن خريطة طريق برا أو بحرا تقودني الى وطني بعد أن تهت وفقدت بوصلتي ولم أتمكن حتى اليوم من تحديد مساري واتجاهاتي !!

د . علوي عمر بن فريد