كنا نأمل أن يكون تقرير وزراء الدفاع والداخلية مفنداً لما حدث في شبوة أو على الأقل يضع حلا جذريا للأحداث المأساوية التي راح ضحيتها إخوة أشقاء من الطرفين.
في كل أزمة هناك طرف مخطئ وطرف محق، والازمة في شبوة لاتخرج عن هذا الإطار لكن اللجنة انهت جولتها بتقرير باهت بمعنى كلكم عال العال وماحد منكم مخطئ وتبقى الأمور على ماهي عليه!! معقول هذا؟
انا كمواطن كنت انتظر ان يفند التقرير من هو المتسبب في القتال وفي اراقة الدماء واحالته للمحاكمة ومحاسبته وليس إقالته فقط.
لعبة التوازنات الحزبية ومحاولة ارضاء أطراف خارجية (قبل الاطراف الداخلية) كانت حاضرة في تقرير اللجنة مما يمهد لاستمرار الأزمة دون حل.
عندما التقوا بمحافظ شبوة، سمعنا كلمة وزير الدفاع الذي حاول أن يوازن بين منصبة كوزير للدفاع التي شاركت بعض قواته في المعركة وبين مسئوليته في اللجنة العسكرية. اما وزير الداخلية فقد اظهر تحيزه ظمنياً إلى مايسمى (المتمردين) على سلطة شبوة وأنه لابد من التوافق وعودة جميع القوات إلى معسكراتها.
من تجاربنا السابقة أن اي توافق سيكون على الورق فقط وإن المعركة مؤجلة ستنفجر في اي وقت كما حصل قبل أسبوعين.
في قاموسنا كجنوبيين لابد من منتصر واحد اما المهزوم فعليه مغادرة المشهد نهائيا هذه ثقافتنا السياسية الجاهلية.
كذلك المح التقرير إلى وقف إطلاق النار وإبقاء الوضع على حاله!!! وهذه كارثة لابد من الوقوف عندها، إذ ان بقاء الحال على ماهو عليه معناه إبقاء المعركة مستمرة.
عتق الآن بيد قوات العمالقة ودفاع شبوة ولا أظن انهم يقبلون بهذا القول، إما بقايا القوات الخاصة واللواء 21 سيقبلون به لانه في صالحهم على الاقل لترتيب وضعهم واستعادة قدراتهم القتالية.
هذا الوضع كما قلنا ليس حل واللجنة بهذا التقرير تصب الزيت على النار وتؤسس لجولات قتالية جديدة.
كان المفروض أن تحدد في تقريرها الطرف المخطئ وتطالب باحالته للمحاكمة بدل الدوران في حلقة تقريرها المفرغة لأننا متعودين في الجنوب على (يا ابيض يا أسود) مانعرف لون اخر بينهما.
ختاما كمواطنين يهمنا مصلحة محافظتنا كما يهمنا أمننا ومستقبل أطفالنا فقد بلغ بنا الجهد كل مبلغ وما كنا نتمنى أن نرى أولادنا واخواننا يتقاتلون في شبوة؛ وكلهم يدعي حب شبوة وهم كاذبين.
عبدالله سعيد القروة
20 أغسطس 2022