هم يحبذون كلمة "انفصال" ليضللوا بانه لم يكن للجنوب نموذج استقلال سابق، وان الذاكرة توقفت مع فتوى "تكفير الجنوب" وشعار "الوحدة او الموت "، يشيعون هذه العبارة لمنع اي شخص او مشروع ينافس مشروع "نريدها كلها او بنخربها كلها"، فيجعلونه عدوا لشبوة
الحق في العبارة ان لا شبوة ولا غيرها منفردة ستحقق استقلال، والباطل فيها انه يراد فصل شبوة عن سياقها الجنوبي لضرب مشروعه الوطني
من لم يصُن صور معرض شهدائها لان عنوانه شهداء المقاومة الجنوبية!!، ويشتم قوات العمالقة لانها جنوبية ويقول مليشيا محتلة مع ما قدمت من دم لتحرير بيحان ويعتبر "قوات ضرمان" جيش وطني وهي ما اطلقت طلقة ضد الحوثي بل تحمي مصالح ناهبي الثروة
كيف له ان يحترم خصوصية شبوة، وانها لن تحقق وحدة ولا انفصال!!؟ اليس رفع العبارة كذبا واحتيالا !!!؟
هي من الجمل المركّزة لتوجيه الشارع الشبواني، يرددها البعض بحسن نية حرصا على شبوة ودماء ابنائها، وترددها ترسانة اعلامية لتخرجها من سياقها الجنوبي وتطفح من نفس الخزان عبارات "اهل المثلث" !! "القرويين "والمناطقيين" !! "وتهميش محافظة كذا !! واحياء المناكفات القبلية في شبوة وغيرها !! واحياء الصراعات الجنوبية الجنوبية وانها ستكرر في الجنوب
كلها تستغل تداعيات وسلبيات حرب ما صنعها الجنوب بل فُرِضت عليهم للوصول للانهاك والتخلي عن المشروع الجنوبي
البعض يروجها لانه جزء منها لمصلحة حزبية وغيرها او تاتي في سياق مخابراتي محلي واقليمي لتشكيل "مشروع قادم للجنوب بمعزل عن الجنوب"، واخرون يرددونها "لان الناس تقولها"، وكلها تخلق اما "ثقافة تقاطع وتنافر جنوبية جنوبية " او "ثقافة كراهية " جنوبية/ جنوبية او منافرات قبلية ومناطقية لتقطيع السياق الجنوبي مدعومة بقطع مرتبات وحرب خدمات في الجنوب اشد فتكا من صواريخ تتفجر فيه واخطر منها، للقبول بالحل الذي يريدونه!!!!
مشروعهم متمكن في الادارات والمؤسسات والوظيفة وفي المال وقرار صرفه ومنعه!! حرب في التعيينات والخبث في الاختيارات، حرب من احزاب وقنوات اعلامية وصحف ومواقع اخبارية وحسابات وصفحات في تويتر موجهة سهامها ضده ، وكذا في التحالف الذي يستمد شرعية حربه لاجل استعادة الدولة اليمنية التي لن تُعاد...الخ!!
اما مشروع الاستقلال فمتمكن في الشارع الشعبي وقوة تماسكة وتلاحم محافظاته ومكوناته المجتمعية ، وقبائله فاستخدام المنافرات والمماحكات القبلية داخل محافظة وبالذات شبوة هو جزء من خطتهم وترويج تلك الوصفات جنوبا وعدم رفضها وتبيان ما فيها من خطر ومقاومة الاجندات المعادية التي تدعمها سيكون لمصلحة مسمى الوحدة واعادة تسويقها بثوب شكلي جديد !!
الثورات دائما لا تخرج من مؤسسات الدولة المحتلة ولا من احزابها ولا من اعلامها ولا من النخب المراتبطة بمصالح معها ، مع انها تجد روافد وانصار واعوان لها فيهم!! ، والامثلة متعددة ؛ بل ؛ تخرج من خارج تلك المؤسسات ، من الشعب الذي يصنع ادواته وكياناته ويقدّم افراده للتعبير والمقاومة التي يتكالبون لمحاصرتها وقمعها وتهميشها ومحاربتها ، لكنها في الاخير تنتصر ، هذه سنة التاريخ
ترويج ثقافة التقاطع او الكراهية الجنوبية الجنوبية يهدف لخلق البيئة المثالية لصنع مشروع يحارب مشروع الاستقلال الذي يتكالبون لاغراقه فلا يقدر يطلع ولا يقدر ينزل ولا يلتفت يمين ولا شمال ثم اعتباره مجموعة من مشاغبين فقدوا مصالحهم ، دعاة دمار ، دعاة حروب ..الخ وان قمعهم وقتلهم واعتقالهم ضرورة لابد منها للنظام والاستقرار والتنمية !! وتجربة قمع عفاش في الجنوب وشبوة معلومة قبل الحرب ، وتجربة قمع الاخوان ليست بعيدة وما اتسمت به من قمع وقتل واعتقالات لتقديم مشروعهم الوحدوي محليا واقليميا ودوليا بانه المشروع الذي لا تنازعه اي قوة وان شبوة وحدوية "سمن على عسل"!!
فهل تلك السياسة تؤكد ان شبوة لن تاتي بانفصال ولن تثبّت وحدة !!؟
1 أغسطس2022م