في بداية الحرب لجأ التحالف إلى الإعتماد على ذات الوسائل التي اعتمد عليها عفاش ولم تغن عنه شيئاً في مواجهة توكل كرمان وانصارها في 2011 وكان يعتقد انهم قادرون على هزيمة الحوثي واستعادة صنعاء في زمن قصير، وكانوا يتحدثون عن اسابيع قليلة (لتحرير صنعاء) والوصول إلى مران!
لكن هذا الحلم تبخر ليس بسبب قوة الحوثي فقط بل لأن هذه الأدوات اعتادت الفساد والارتزاق والنفاق وهزمهم الحوثي واستعاد معظم المناطق الشمالية التي (حرروها)! ولم يبق الا مأرب واجزاء من تعز.
هذا الرهان خسره التحالف وأعاد الكرة مع علي عبدالله صالح عندما كان حليفا للحوثي ولكنه خسر وقتل عفاش.
كل هذا الفشل جعل التحالف يتخبط ويبحث عن قوى يعتمد عليها في محاربة الحوثي بعد استبعاد (تحرير صنعاء) ولم يجد.
الجنوبيون حرروا بلادهم بمساعدة التحالف والشماليين سلموا للحوثي ما بأيديهم من بلادهم (المحررة).
لاشك أن اللوم في هذا الفشل يتحمله التحالف بدرجة أولى لانه لم يحسن الإختيار فقد عمد إلى تهميش المقاومة التي دحرت الحوثي وانتصرت في مواقع متفرقة واحتضن أدوات الفشل والفساد.
اليوم نراه يكرر نفس التجربة في محاولة تدوير نفس الأدوات في السلطة بدءاً بمجلس القيادة مرواراً بكل أجهزة السلطة المختلفة والقيادات العسكرية وكأنه ندم على معادات نظام عفاش وترك الرئيس صالح يواجه مصيره مع خصومه في صنعاء.
هذا الفشل للتحالف انعكس سلباَ على حياة المواطن في مناطق سيطرة التحالف، انهارت العملة وتفشى الغلاء وانتشرت المجاعة وجاء التحالف مع كل هذا وقطع رواتب المجندين الجنوبيين في الأحزمة الأمنية وقوات النخبة مما زاد الطين بلة!.
اذا كان التحالف يبحث عن نصر أو حتى خروج بماء الوجه عليه الاهتمام بالمناطق التي يسيطر عليها ويعمل على تحسين اوضاعها ورفع مستوى معيشة المواطن ودفع رواتب الجنود حتى يرسم صورة ان مناطق سيطرته ليست أسوأ من مناطق سيطرة الحوثي التي أصبحت بحق افضل 100 مرة من مناطق سيطرة التحالف وحلفائه الفاسدين.
هذه الحرب ستنتهي وسيسجل التاريخ ان التحالف خاضها بكل قوته وهزمته جماعة قبلية من صعدة اعتمدت على نفسها في الوقت الذي اعتمد على مخلفات منتهية الصلاحية غارقة في الفساد.
(وما النصر الا من عند الله)
عبدالله سعيد القروة
29 يوليو 2020