الجنوب بات امراً واقعاً امام الشمال

مايحدث الان هو عملية تصالح سياسي واضحة لكل من يفهم ابجديات العمل السياسي، تصالح مبدئي مع الجنوب كجنوب الأرض والإنسان وليس تصالح أشخاص مع أشخاص وهي مقدمة مهمة لابد منها قبل ان يتم الالتفات لتفاصيل ملف الشمال وتشعباته.

وهي كذلك تقديم لحسن النوايا عن رضى وقبول بما سيقرره فيما بعد الشعب الجنوبي بخصوص قضيته السياسية مستقبلاً وضمان بقاء روابط وجسور التواصل السياسي والمجتمعي الذي لايمكن أن تقطع بشكل نهائي حتى وإن استقل الجنوب بحدوده السابقة، فالشمال جار الجنوب والجنوب جار الشمال ولتلك المجورة حقوق.

حكم الشمال للجنوب أو حكم الجنوب للشمال موضوع انتهى على المنظور الاستراتيجي ولم يعد صالحاً للتعاطي بعد كل تلك التجربة وما أفرزته من دمار وخراب وحروب.

وكل ماترونه الآن يحصل امامكم وبدعم من دول التحالف والمجتمع الدولي هو تسليم القوى والأحزاب الشمالية بالأمر الواقع جنوباً لضرورة إخماد كل بؤر التوتر المحتملة التي قد تعيق تحرك ملف الشمال وتخلق تضاد او صدام سياسي او اعلامي مع الجنوب لا يسمح له بأن يكون مسانداً لعملية الدفع بالملف الشمالي وقضية الشمال إلى الأمام.

هكذا هي القراءة السياسية للأحداث.

عبدالقادر القاضي

أبو نشوان