واحدية قوى الشمال المتربصة بإعادة احتلال الجنوب

2022-02-09 09:45

 

من جميع قوى الشمال العفافيش والإخوان والحوثيين كان الجنوب محتلا، اليوم وعبر الصراع الصوري بين تلك القوى يحاولون جميعهم إعادة احتلال الجنوب ولو بإحدى تلك القوى التي ستكون مدعومة من بقية القوى الأخرى في الباطن، مع الحفاظ على بقاء علانيتهم أنهم يعيشون عداوة وصراعا سياسيا وعسكريا حقيقيا ، ليوهموا  به دول التحالف العربي والإقليم والعالم وبعض الجنوبيين من أجل الحفاظ على إحدى فئاتهم التي تقطن في مساحة معينة من أرض الجنوب، لكي يسمح لها البقاء في أرض الجنوب، ولكي يستمر تقديم دعم التحالف لها، على اعتبار أنها قوة شمالية تؤيد دول التحالف وتقف إلى جانبه ضد القوى الشمالية الأخرى المعادية للتحالف، بينما حقيقتها أنها قوة شمالية تستغل دعم التحالف العربي لها وسماح الجنوبيين لهم في البقاء على أرض الجنوب وهم يتربصون الفرصة السانحة لإعادة احتلال الجنوب مرة أخرى والذي سيكون بتأييد ومساعدة القوى الشمالية الأخرى .

 

نحن في الجنوب شعبًا وقيادة سياسية وقيادة عسكرية، وبما أننا نعلم يقينًا تلك الواحدية الشمالية المتربصة محاولة إعادة احتلال الجنوب مرة أخرى، يجب أن لا نختلف أمام التصرفات المشبوهة لأي من تلك القوى الشمالية على أرض الجنوب، ومثلما وقفنا صفا واحدا ضد التصرفات المشبوهة لحزب الإصلاح الإخواني رغم تستره بالشرعية واستطعنا إزاحة سيطرته من على محافظات الجنوب وبنسبة كبيرة جدا، يجب علينا اليوم أن نقف صفا واحدا ضد التصرفات المشبوهة لحزب المؤتمر الشعبي العام قبل أن يتحول إلى شرعية علينا بسبب سكوتنا.

 

 وما على الانتقالي الجنوبي إلا أن يكون سباقا في الاستنكار والتصدي لمثل تلك التصرفات المشبوهة ببيان رسمي من خلال ناطقه الرسمي الأستاذ علي الكثيري، أو من خلال بيان المجلس الانتقالي في المحافظة، كما كان بيان انتقالي محافظة شبوة الذي يحتذى به أمام التصرفات المشبوهة الأخيرة للمؤتمريين في المحافظة، بهذا نضمن عدم اختلافنا أمام التصرفات المشبوهة لجماعة طارق صالح ومؤتمره الشعبي العام، كما نضمن بقاء التأييد الشعبي الجنوبي لقيادة الانتقالي كما هي راسخة رسوخ الجبال.

 

منذ عهد نظام عفاش إلى يومنا هذا وثروات حضرموت تنهب لصالح جميع قوى الشمال، وأن كان ذلك بنسب متفاوتة بينهم، أي بين أسرة عفاش وأتباعه من حزب المؤتمر وبين أسر عبدالله حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر وأتباعهم من حزب الإصلاح ومعهم بعض الحوثيين ومشائخ القبائل والتجار، تلك النسب المنهوبة من ثروات حضرموت ما زالت إلى اللحظة توزع بينهم.

 

ولكي يستمر نهبهم لثروات الجنوب بينهم مجتمعين، سيحاولون وبمرونتهم المعتادة تدوير قواهم الشريرة من أجل السيطرة السياسة والعسكرية على محافظات جنوبية بعينها، كشبوة وحضرموت والمهرة.

 

وبما أن هذه الأيام هناك تحركات سياسية وشعبية في حضرموت والمتمثلة بالهبة الحضرمية الثانية المطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي ، وتوقيف نهب ثروات حضرموت ، فأن هذا وبدون أدنى شك يعني قطع جميع الأيادي الشمالية الممتدة لنهب ثروات حضرموت ، لذلك وكي تبقى أياديهم ممتدة للنهب ، لا نستبعد اتفاقهم رغم عداوتهم الظاهرة صوريا أنهم قد وضعوا خططهم لإبقاء سيطرتهم على شبوة وحضرموت والمهرة ، والتي قد تكون أحدى صورها هو موافقة الإخوان أمام دول التحالف العربي في تخليهم عن سيطرتهم السياسية والعسكرية على هذه المحافظات ، لكن بشرط أن يكون ذلك التخلي لصالح سيطرة طارق عفاش وحزب المؤتمر الشعبي العام عليها ، وبهذا يضمنون بقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى والتي في المهرة وما تبقى لهم في شبوة  في أماكنها الحالية كما هي ، حتى يتسنى لجميعهم الاستمرار في نهب ثروات حضرموت والجنوب .

 

 ولا نستبعد أيضا أن حزب الإصلاح ومقابل بقاء حفاظ الشمال مسيطرا على الجنوب وعلى نهب ثرواته أنه قد يتنازل عن قيادته لما تسمى الشرعية اليمنية وينقل قيادتها وتسميتها إلى طارق عفاش والمؤتمر الشعبي العام.

 

قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعرف جميع مثل هذه الكواليس السياسية والعسكرية التي تدور في أروقة التحالف، لهذا يجب على الانتقالي، وهو أفقه منا بكثير، ألا يسكت أو يتساهل أمام أي تصرفات مؤتمرية مشبوهة ولو كانت بسيطة جدا تحاول إحياء المؤتمر الشعبي العام في محافظات الجنوب، وشعب الجنوب قاطبة سيكون خلف قيادة الانتقالي يؤيده ويؤازه ويقف إلى جانبه في السراء والضراء، كما هو واقف اليوم.