يتكرر غدر الشرعية الاخوانجية بالتحالف العربي وبالجنوب ليس مرة ولا مرتين بل منذ بداية عاصفة الحزم التي افرغتها من أهدافها في الحفاظ على الأمن القومي العربي وحولت انتصار شعب الجنوب العربي على المشروع الإيراني المعادي للعرب في يوليو 2015 حتى أصبحت ميليشيات حزب الاصلاح والقاعدة علنا يتعاونون في شن حربهم على الجنوب منذ اغسطس2019 وتتجلى الصورة بوضوح في عودة توغل ميليشيات أنصار الله الحوثيين المدعومين من ايران في مديرية لودر بمحافظة أبين وفي مديريات بيحان مما يؤكد تغيير تحالف مايسمى بشرعية إخوانية من العربي إلى الإيران_تركي ومحور الشر تحت سمع وبصر السعودية.
أن الصورة لم تكن غائبة في اغسطس2019 عن المتابع للمشهد التراجيديا في الجهوية اليمانية فقد كان واضحا أن قواعد اللعبة تغيرت وامست ضد عاصفة الحزم واستنزاف القدرات السعودية وإرهاق قوتها العسكرية وإظهارها أمام العالم بالقوة الهشة التي عجزت أمام ميليشيات متمردة مدعومة من ايران على مدى عاصفة الحزم سبع سنوات مسجلة حرب ولم تكن الحرب الا على شعب الجنوب وفي الجنوب ..
أن المتأمل في المشهد ينذهل من الكيفية التي تعاطت معها قائدة التحالف في العمل الميداني عسكريا وفي المجال السياسي حتى يكاد أن يجزم بوجود مؤامرة قذرة تستهدف الأماكن المقدسة وزعزعة أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة بأموال دعم عربية وذلك ضربا من الخيال ان يصدقه عاقل ولكن الواقع يؤكد حدوثه فعلا ..
أن اشتراط حزب الاصلاح المهيمن على قرار الشرعية خروج دولة الإمارات العربية المتحدة من التحالف يعد انتقاما من استيعابها الجيد لخطورة ما يعتمل في الجهوية اليمانية وعقابا لها كما أن استعادة ذلك الحزب لدوره القذر في حرب الشمال على الجنوب صيف1994وفتاويه الظالمة وعداءه السافر لحق شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته وأرضه بعد أن افشل ذلك الحزب الشيطاني اعلان الوحدة السلمية عام1990م وعطل مشروعها الحداثي النهضوي ببناء دولة النظام والقانون والمؤسسات كما وقعتها في الأردن كل الأطراف اليمنية في الاردن بتاريخ 21 فبراير1994 فبعد تلك الأنهار من الدماء الجنوبية التي اريقت بغيا وعدوانا ضد شعب الجنوب وامانيه المشروعه يبرهن أن ذلك الحزب الشيطاني الذي تمتد خيوط علاقاته من برلين إلى توررا بورا ومن طهران الى انقره وتل أبيب وواشنطن انه ابعد مايكون عن مضامين الوحدة وأهدافها وانما يلهث خلف السلطة وجمع الأموال ومحاولات مستميته للإبقاء على غنائمه في الجنوب وفي الوقت نفسه ينفذ أجندات خفية تستهدف الأماكن المقدسة ودول وشعوب الجزيرة والخليج متخذا من شعار الوحدة أو الموت مظلة يتستر بها تحت غطاء شرعية دولية مزعومة في المنفى للرئيس هادي بعد أن جرده منها مع انصار الله في اليمن العربية ..
لقد عزز انتصار طالبان موقف ذلك الحزب وقواه على حساب أمن واستقرار اليمن والجنوب والمنطقة وبكل يقين قادته على علم مسبق بدور هم الجديد في قواعد الاشتباك القادمة وفق التحالفات والمحاور التي تتشكل حاليا بالتزامن مع وهم تحقيق السلام في المنطقة ووقف الحرب وستثبت قادمات الأيام عقم التصرف في اليمن وحجم الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها العاصفة أو أوقعها فيها ذلك الحزب وداعميه الدوليين في هذا العالم المتشابك والمضطرب والليالي من الزمان حبالى يلدن كل يوم جديد..
الباحث/علي محمد السليماني