الشمال هو من يعلن الانفصال منذ1994

2021-09-11 16:39

 

  الوحدة اليمنية بين الدولتين فشلت على أيدي من وقعوها لأسباب مختلفة وكثيرة من أهمها الاختلاف الثقافي بين الشعبين فالجنوب الذي اعتاد على وجود الدولة كراعي ومنظم للسلوكيات المجتمعية وفق قوانين محددة لحقوق المجتمع وضابطة لسلوك الفرد ولا احد فوقها فإن الدولة في الشمال لم تكن بذلك الوضوح في الجنوب فهي عبارة عن سلطة لدويلات قبلية وطائفية وعسكرية تعمل كدولة عميقة. محركة لمسمى دولة في شكلها الخارجي..

 

أن غياب مفهوم واضح للدولة واسسها ومؤسساتها كان ومازال اهم العوامل التي أفشلت اعلان وحدة 22مايو1990 وهو الأمر الذى إلى تدخل القوى الوطنية من الشمال والجنوب لتشكيل لجنة الحوار الوطني عام1993 توصلت إلى صيغة وثيقة العهد والاتفاق لبناء الدولة التي تستوعب واقع الاعلان  الوحدوي الذي يتعثر تطبيقه على الأرض وفي الحياة العامة للشعبين  فرغم مضي قرابة الثلاث السنوات على الإعلان الوحدوي لكن ظل الجيش جيشين والعملة عملتين والأمن أمنيين ولم يتحقق الاندماج الذي نص عليه اعلان الوحدة ودستورها وتوصلت لجنة الحوار إلى مقاربات صاغتها في اتفاق وثيقة العهد والاتفاق لمعالجة أوجاع اعلان الوحدة ببناء دولة اتحادية بمخأليف ستة وبنود أخرى منها تقديم الإرهابيين الذي طالت أيديهم بالغدر بالكوادر والقيادات الجنوبية للعدالة  وكانت هذه اخطر نقطة أدت إلى التعجيل  بشن الفرقة الأولى مدرع وميليشيات حزب الاصلاح اليمني  وجحافل الأفغان العرب الحرب على الجنوب بالرغم من وجود مادة عقابية رادعة بعدم شن الحرب وعدم اعلان الانفصال تنص بوضوح أن من يعلن الانفصال فقد بدأ الحرب ومن يشن الحرب فقد أعلن الانفصال.. ومن هنا يتضح أن من بدأ الحرب ظهر 27 ابريل 1994م في عمران لواء  القشيبي التابع للفرقة الاولى وميليشيات حزب الاصلاح وجحافل الأفغان العرب الذي  يقودهم الشيخ الزنداني والمهندس صعتر وآخرين  وهؤلاء كانوا الطرف الشمالي الاكثر معارضة لاعلان الوحدة وصوتوا ضدها وضد دستورها عام1991  وامسوا بعد تغنمهم الجنوب وفق فتاوي ظالمة من أكثر الأطراف الشمالية نشرا لثقافة الكراهية وتحريضا للشعب الشمالي ضد شقيقه شعب  الجنوب باعتباره انفصالي حتى تم طردهم في أصقاع الأرض من قبل أنصار الله الذي أصبحوا هم الطرف الشمالي المسيطر على الشمال عدا جيوب صغيرة تركها لخدمته وتهريب السلاح اليه..

 

ومن هذا كله يتضح للجميع أن الطرف الشمالي هو من  بدأ بالانفصال عن الوحدة في حرب 1994م وهو من استعاد نظام حكمه قبل اعلان الوحدة وهو من عدل وغير 87 مادة في دستور اعلان الوحدة المتفق عليها بعد هزيمة الجنوب في 7/7/94م  وهو من يمارس الانفصال عمليا عن الأرض وبدون شك هذه الحقائق الكل يعرفها ولكن البعض مازال تراوده المخاوف والمحاذير المعششة  في ذهنية  الماضي الموحش لكل الأطراف في المنطقة وفي كل الأحوال  تبقى المعادلة والواقع على الأرض لايساعد تلك الجماعات التي تعمل بكل الوسائل الممكنة لتهديد أمن واستقرار المنطقة تحت شعار الوحدة أو الموت وفي الحقيقة استمرار غنائمها في الجنوب أو دمار المنطقة برمتها بما فيها الشمال والجنوب وهذا ماهو سائد فعلا منذ 2011م وحتى اللحظة ومايجب على عقلاء الشمال ودول المنطقة ومبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية   العمل على استكمال ترجمته على الأرض كما هو بفك الارتباط بين دولتي الوحدة وفك الاشتباك في لعبة الأمم بين الجنوب العربي واليمن العربي لتحقيق التوازن وأمن واستقرار البلدين وأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة وحفظ وصون الأمن والسلم الدوليين.

فلا توجد وحدة في هذا الكوكب بين عناصر مطرودة من بلدها وشعبها  تريد تفرض شراكة وحدوية (احتلال) على شعب يرفضها اولا وتاليا وليس بيدها ماتقدمه كشريك وحدة والادعاء أن معها أراض محررة ادعاء باطل فتلك الأراضي المحررة تقع في الجنوب وشعب تلك الأراضي الجنوبية يرفضها ويرفضها احتلالها  وله كل الحق في ذلك.

 

 الباحث/ علي محمد السليماني