ابلغوها العطاس
في كتابه (استكمال مرحلة الثوره الوطنيه) وضــع عبدالفتاح اسماعيل رؤيته وشروط قيام دوله يمنيه موحـده في شمال اليمن وجنوبه ،واهمها :
هـــذه اهم قناعات وشروط "عبدالفتاح" لقيام دوله يمنيه موحده ،وهي ايضا مبثوثه في كتابه (الثقافة والثوره) وهــو كان يرى انه بخلاف تحقق هذه الشروط ستكون الوحده وبالاً على اليمنيين ، وهـذا ماحصل ، وبهــذه الرؤيه ، اقتنعت معظم القيادات التقدميه في الجنوب والشمال ،واولهم واهمهم "جار الله عمر" .
"علي سالم البيض" نتاج تربيه سياسيه قوميه عربيه ،نهجها ومنهجها وعمودها وعمادها الوحـده الى درجة التقديس ، توافرت في تكوين شخصيته ايضا وقناعاته ،طيبة الحضرمي ونواياه الحسنه الى درجة الطوباويه ،وكذا جــرأة الهاشمي واقدامه على المغامره الى حدود حتفه .
كان علي البيض غير مكترث بشروط ورؤية فتاح للوحـده .. كان مندفع الى حدود التهور وهــذا ماحصل ... وبشهادات واحاديث موثقه نشرها صادق ناشر ،قال يحي المتوكل وعبدالباري طاهر واخرين ، ان علي البيض سنة 1982ـــ كان عضو مكتب سياسي يومها ـــ اصر على تحقيق الوحده ولو بالقوه المسلحه ، وهـــدد رفاقه ان لم يعجلو بالوحده والا فانه سيدخل الشمال متنكر ويقاتل مع الجبهه الوطنيه ، لكن محمد قاسم الثور واخرين تمكنو من اقناعه بالعدول عن تهديده .
بـعد توقيع اتفاق نوفمبر 1989 طار الى عــدن وزير الخارجه السعودي الامير سعود الفيصل، وعــرض على البيض شيك على بياض ،لمشاريع كبرى في الجنوب ، مقابل تأجيل قيام الوحده .. رفض البيض رفض قاطع .
قال الشهيد (جار الله عمر) في حديث صحفي لمجلة الاسبوع العربي اثناء ازمة 1994 انه ليلتها اجتمع بالبيض على انفراد في فندق عدن ، ونصحه بقبول العرض السعودي لايجاد نموذج مزدهر في الجنوب ،وقال انه امضى اكثر من ساعتين يحدث البيض عن مخاطر الوحده مع النظام الحالي القبلي العسكري في الشمال ويوضح له الصوره في الشمال .. قال البيض لجار الله ساصدر بيان باسم المكتب السياسي نتهمك بخيانة الوحده .
علي البيض وطني مخلص ، وحـدوي حتى العظم ، صادق النوايا الى حــدود الطوباويه .... دوما انا اكرر : ان البيض حالم اكثر منه سياسي ، وهــــذا يصلح شاعــرلاحاكم ، وفي شخصيته وتكوينه الوجداني والعاطفي العالي شيء من نزق الشعراء.
ابلغـوا هـذا جناب دولة المهندس حيدر ابوبكر العطاس ان صح انه قال (البيض قتل فتاح حتى لايقيم فتاح الوحده ) انا لم اسمع ولم اشاهد العطاس انما قرأت انه قال هــذا التخريف.