قرأت تحليلا قصيرا عن كلمة الرئيس بايدن في رده على منتقدي إدارته بسبب ماحصل في أفغانستان، وحدد التحليل 7 نقاط مهمة في كلمة بايدن يقول التحليل انها فاجأت منتقديه.
نحن هنا لسنا بصدد سرد تلك النقاط وإنما استوقفتني إحداها وهي في غاية الأهمية التي تقول بالحرف :
{ *لايجب أن يموت الجيش الأمريكي في حرب لاتريد القوات الأفغانية خوصها*}
هذه الفقرة يجب قرائتها عدة مرات وتفسير مفرداتها واحدة واحدة. بالفعل لايجب أن تضحي اي دولة بجنودها في حرب لايريد خوضها أصحاب الشأن!.
في الحرب اليمنية وعاصفة الحزم حدثت مفاجآت في بعض الجبهات والمواقع، حيث سلمت للحوثيين بدعوى تخاذل التحالف في دعمها أو إسنادها! حتى وصل الأمر إلى اتهام التحالف بالتسبب في الهزائم في عدة مواقع!!.
لو اسقطنا ماقاله بايدن على الحالة اليمنية، وأن التحالف غير معني بحرب لايريد جيش الشرعية خوضها لحدثت كارثة.
لاشك أن الجيش اليمني قاتل وضحى وخسر، ولا يمكن تعميم تخاذل بعض القيادات أو خيانتها على الجميع لكن الشاهد من أحداث أفغانستان تدل على أن داوم الحال من المحال وان التحالف يوما ما سيرحل وسيبقى في المواجهة جيش الشرعية وأعوانه من القبائل ضد الحوثيين وأنصارهم من القبائل، وحسب المؤشرات سترجح الكفة الحوثية وعندها قد يقول قائل التحالف: اننا لسنا معنيين بحرب لايريد الجيش اليمني(الشرعية) خوضها!.
الجيوش الأجنبية، سوا الشقيقة أو الصديقة مهما طال تدخلها أو دعمها سترحل وتترك البلاد لأهلها مثلما تركت أمريكا فيتنام وأفغانستان بعد عقود من التدخل والاحتلال والحرب المستمرة.
يجب على أطراف الصراع في اليمن دراسة الحالة الأفغانية وفهما جيداً لأن الحال إلى زوال ولا يعتقد طرف أن الطرف الآخر هو المهزوم حتماً ، فقد تنقلب الموازين وينتصر المهزوم ويهزم المنتصر وكلها بأمر الله لأن النصر من عند الله.
فما بين غمضة عين وانتباهتها... يغير الله من حال إلى حال
والكيّس والحليم من اتعظ بغيره.
عبدالله سعيد القروة
17/8/2021