إذا تأكد أن القرار الجديد المزمع صدوره عن مجلس الأمن الدولي سيتضمن تعددية أطراف الحوار فإن هذا يشكل خطرا حقيقيا على سلامة الجنوب ووحدة أراضيه لكون الشماليين مجمعين على وحدة وطنهم الشمال بينما الجنوبيين قياداتهم منقسمة ..
فالشرعية قد فرخت مكونات ابو نفر تتمسك بالوحدة اليمنية تحت مسمى اتحادية الأقاليم الستة وستضيف إليهم مكون انفصال حضرموت ومكون انفصال عدن للعدنيين وستستنسخ الشرعية أو غيرها مكون جديد بانفصال اقليم المهرة.
وبالمثل فإن الحوثيين أنصار الله لديهم مكونهم الجنوبي الذي سيتمسك بالوحدة اليمنية أو على الأقل يطالب بإقليم بحكم محلي وقريبا من هذا فلربما يقدم العفاشيون على استنساخ مكون جنوبي تابع لهم..
وبهذا تكون الأطراف الشمالية قد قدمت الجنوبيين. للعالم وللوسطاء الدوليين كطرف جنوبي متناقض وعاجز عن حكم نفسه بنفسه ليخضعوه لوصايتهم وتبعيتهم ..
وفي كل هذا ضياع حقيقي لمطالب الأغلبية العظمى من شعب الجنوب الذي يطالب باستعادة دولته وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية بعد فشل اعلان الوحدة اليمنية .. الأمر الذي يستوجب سرعة تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته مفوضا من شعب الجنوب العربي لاستباق تلك الحيل الشمالية بفرض الأمر الواقع على أرض الجنوب..والاستفادة من التحركات الدولية المتسارعة التي تجري حاليا في المنطقة بعيدا عن إشراك مفوضي شعب الجنوب الذي يتلقون الطعنات تباعا ومنها طعنات بعض القيادات الجنوبية المتمسكة بالوحدة اليمنية كاستحقاق لملفات قديمة مازالت تؤرقهم وتقيد من تحركهم الايجابي لصالح وطنهم الجنوب موظفين شعارات قديمة تجاوزها الزمن والمتغيرات التي حدثت في الجنوب وفي الشمال وفي العالم أجمع.
الباحث/علي محمد السليماني