بداً اتمنى السلم والسلامه لمأرب واهلها ، انما الاماني شيء والواقع المؤسف المفزع شيء اخــر.... وبـــعد :
الاخبار من مأرب تجاوزت حدود القلق الى حقيقة الرعب والدم واليأس من وجـــود عــقلاء يوقفون ولائم الموت اليوميه التي تمكن تجار الدماء والحروب من اقامتها .....
في مناسبات سابقه كتبت مرات ومرات عن الرمال المتحركه مابين مأرب وشبوه .. ومما قلته من قبل : (ان التاريخ المشترك لهذه الرمال قديمه وحديثه ، لم يكن على مايرام منذ غزوات السبئيين لحاضرة قتبان (تمنى ) وحتى اطماع وكلاء الامام المتوكل قبل اكثر من ثلاثه قرون ، وصولا الى سخونة صيف 1988 على رمال خط التشطير الفاصل بين شبوة ومارب .
صحيح ان الطبيعه واحده ، والثقافة نفسها على جانبي خط التشطير في هذه المنطقه المثيره العجيبه ــ وليس هذا مقام الكلام عن العجب والاثاره ـــ انما النوايا والاهداف والمقاصد مختلفه تماما .
سخونة صيف 1988 تم تبريدها مؤقتا بسحابة اتفاقية الوحده ، ومن يومها كان على شبوة ان تكون تابعه لمارب لامتبوعه به .. تجلت فكرة التابع والمتبوع قبل حرب 1994 واثنائها وبعدها ،حيث كان التدفق الايدلوجي المتطرف والعسكري من مارب الى شبوة وليس العكس .. هذا على المستوى الرسمي وشبه الرسمي .
على الناحية الاجتماعيه والقبليه ،كان سجال الدم والثأر حاضر في صورة المشهد بوضوح ، ولم تتمكن الايدلوجيا المتطرفه التي سيطرت هنا وهناك من احتواء الموقف ، لان المصالح ونزعات الاستحواذ تقاطعت مع شعارات الدين ويافطات العقيده التي تم رفعها بكثافة ، لكنها لم تحجب الحقيقة المره ، ولم تحول لفحات القيظ الى نسائم بارده في صحراء ساخنه دوما).
اليوم هناك مستجدات خطيره تفرض علي وعلى امثالي من ابناء شبوه من المتضررين من هــذه الحرب العبثيه التنبيه اليها والى عواقبها .. هناك رياح قادمه عبر هــذه الرمال قد تبعثر اوراق وتعيد رسم خرائط ومربعات المصالح والحرب.
على الناحيه العسكريه حول مأرب الاخبار مؤسفه ولا يجب الهروب من الحقيقه .. صدى مايجري على الارض هناك في حضرموت وشبوه ، حيث تجري ترتيبات لما بعد مأرب داله من ناحيه على تداعي الهزائم النفسيه قبل العسكريه عند الطرف المسيطر على ماتسمى بالشرعيه ، ومن ناحيه اخــرى هي الفرصه السانحه بالنسبة لهم للبدء في ترتيب فكرة الوطن البديل تحت مبررات الهروب من الحوثي وواحدية الارض اليمنيه .
قلت قبل قليل ان : (الرياح القادمه عبر هــذه الرمال قد تبعثر اوراق وتعيد رسم خرائط ومربعات المصالح والحرب ).. او بمعنى اخر ربما تجري الرياح بما لايشتهي الخبثاء الماكرين اصحاب فكرة الوطن البديل المستتره خلف شعار واكذوبة الحفاظ على الوحده اليمنيه .. الحوثيين ايضا لهم خططهم وحساباتهم لمابعد مأرب ، وقرارهم بتعيين محافظ لشبوه من طرفهم رجل عسكري مخضرم ومنتمي الى اكبر قبيله في شبوه والجنوب (عوض محمد فريد العولقي ) ليس صدفه انما وفق حسابات مابعد مأرب ، والسيطره على مأرب بالنسبة لهم تعني السيطره على شبوه ،وهـــــــــذه المره لن يستغرقو وقت طويل او يخسرو الكثير للسيطره على شبوه .. لن يجدو من يقاومهم .. والاسباب معروفه ولا يحاول انكارها الا فاسد او غبي او مستفيد من منظومة الفساد المسماه (الشرعيه) .
اختم بامنيه هنا قد لاتتحقق ، ونصيحه قد لاتجد من يسمعها في واقع مغطى بضجيج المتزلفين واصوات طبول المنافقين .. اتمنى ان تحايد شبوه ، وان يدرك العقلاء ان لافائده من سفك الدماء ، وان لاتتحول شبوه الى ساحة لصراع ليس لابنائها فيه ناقه ولا جمل .