عن السياسة الامريكية الجديدة تحت ظل حكومة ديمقراطية ذات اغلبية تاريخية غير مسبوقة في مجلس الشيوخ والنواب وفي اصوات المقترعين . هنا نتوقع متغيرات ملهمة وغير مسبوقة .
فأمريكا اليوم لم يعد يحتكرها اليمين ولا رئيس مثل- ترامب -سريع الطلقات- ومتنمر يرفض اداء وزير في لحظة ويرفده دون رحمة بجرة قلم .
فقدت ادارة -ترامب- عقول مهمة وخبيرة ومنهم- تيلرسون- وزير خارجيته الثقيل والخبير بالشرق الاوسط واوربا والذي عمل لفترة من حياته في اليمن في شركات النفط .
والحقيقة فان -ترامب -او جد شرخاً عميقاً في المجتمع الامريكي بل وتورط في محاولة اقتحام مبنى الكابيتول وهذا حدث مخل ومؤسف ولن يمر مرور الكرام وسيبقى عالقاً في ذاكرة التاريخ الامريكي .
بانتصار بايدن في الانتخابات علينا ان نتوقع المتغيرات الإيجابية والحكمة والروية، ولقد عبر -بايدن -وبوضوح عن حقوق الفلسطينيين بدولة تعيش وتتعايش جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل.
أكد هذا في تصريحاته عند بداية حملاته الانتخابية، واليوم وهو في سدة الرئاسة يعيد تأكيد ذلك وهذا يعبر عن فهم وتفهم للقضية الفلسطينية، التي ادارت لها امريكا ظهرها طوال اكثر من سبعين سنة .
وعن دول الخليج فهي لن تلقى تلك المعاملة المهينة، مثلما كانت تتلقاها ايام الازعر - ترامب -لكنها سوف لن تجد ذلك الانسجام! بل سيسمعها بايدن كلاماً قد لا ترتاح له ، ولكن وبشهادة الجميع فان - بايدن- هو الاعقل والافضل والاصدق .
اتوقع ان عهد -بايدن- سيشهد محاولات رأب الصدع في المجتمع الامريكي الذي انقسم على نفسه بشكل غير سوي ، وقد ابرر الانقسام في قضايا الضريبة او قضايا حمل السلاح والضمان الصحي ولكن لايمكن تبرير انقساماً او اختلافاً في الجوانب الانسانية، تؤثر وتعمق الفرقة بين طبقات الشعب ، لذلك فسوف تشهد امريكا في قادم الايام محاولات بعث ثقافة التسامح العرقي .
لقد طعم - بايدن -فريقه بافضل الخبرات والكفاءآت، والاهم من ذلك انه بعث برسائل الى الاقليات الامريكية ليخفف من غبنها التاريخي ومخاوفها .
ربما نحن نعيش طفرة ملهمة -ان صح التعبير- في السياسة الامريكية، ولكن كما يقولون ان الحكم على جودة - البودنج - بطعمه -وسوف ننتظر حتى تستوي الطبخة فنتذوقها .
فاروق المفلحي