مؤسف أن يضيع الإخوة في شرعية اليمن وقتهم ووقت غيرهم في (مداحشة) سياسية جنوباً، في حين أن مناطقهم كلها تقريباً مستظلة بجدار الحوثي.
حسناً! فمعركتكم العسكرية والسياسية والتنموية أيضاً هناك في صنعاء، وليست في عدن أو حضرموت أو أبين أو شبوة أو سقطرى، و مهما يطل الوقت أو يقصر، فلن يستطيع أي سياسي جنوبي متعاون معكم، لأي سبب، أن يُظِل الجنوب بظل جدار الحوثي أو غيره.
في نهاية المطاف سيجد ما تبقى من المتعاونين، شاؤوا أم أبوا، ألا أرض تقلهم ولا سماء، فهم ليسوا أكثر من أدوات في نظركم، ولا قيمة لأي منهم إلا بمقدار ولائه لكم، لا انتماءه إلى وطنه ومستقبل أجياله.
لقد تغير الزمن، واليوم ها أنتم تطبقون، مكرهين، مناصفة جنوب - شمال، وأنتم الأضعف على الأرض، وأكبر كبير منكم ليس أكثر من مستضاف بأدب واحترام في عدن. أي أنه يعمل بإقامة مؤقتة، ويغير بين حين وآخر محل الإقامة بخدمة فندقية جيدة، حيناً في الرياض وحيناً في عدن.
زمنكم مسروق من عمر الأجيال المستحقة أن تعيش بأمان وكرامة، بلا أوهام مهما يكن شكلها مما على أطباقها الطائرة تستمرؤون تحقيق غاياتكم، لا ما يهدف إليه الإنسان المنتهكة حقوقه والمنهك بكم وبانتهازياتكم منذ عقود.
أليس الأجدى لكم أن تناصفوا الحوثي أو تثالثوه أو سوى ذلك فتخطو أقدامكم على أرض تشبهكم وتحبكم وينتظر منكم إنسانها أن تنهضوا بها من أجله ومن أجلكم، وأنتم قادرون إن أردتم. أما أن تنسلوا غرباء إلى أي منطقة جنوبية، فهذا حمق سياسي وأخلاقي مهين لكم قبل غيركم، وهو مما لا نرضاه لكم، وقد لخصته إحدى نساء صنعاء بلسان مبين في كلمة شهيرة لها https://youtu.be/_Pe34skLRuw
في أثناء ما أسميتموه بالحوار الوطني الذي طوى الحوثي سجله بدم بارد، ومضى في تحويث كل شيء، ولا يبالي.
* في الصورة: المهندس مانع بن يمين أحد وزراء حكومة جنوب - شمال ، شاب من حضرموت، عيناه على مستقبل يشبه أبناء وبنات جيله ممن صادرتم مستقبل أحفادهم بالحماقات الوطنية والأيديولوجية.
سعيد سالم الجريري