حكومة اتفاق الرياض لن تحقق نتائج كبيرة

2020-12-11 14:56

 

سقفان لايمكن تجاهلهم في رسم حدود الامل  لنتائج المداولات السياسية  اليوم حول اتفاق الرياض والاعلان المشترك.

السقف الاول :

1) اكثر من القيمة البرتوكولية لتشكيل الحكومة الانتقالية بموجب اتفاق الرياض وما يستلزم الامر من بعض ( المراسم العسكرية) لزوم تشكيل الحكومة بحسب إلحاح احد اطراف الاتفاق... اكثر من ذلك ، يجب عدم رسم آمال عريضة حول إمكانية تحقيق هذه الحكومة نتائج كبيرة   في ملفات حرب معقدة تراكمت فيها التحديات الاقتصادية والأمنية بشكل لا سابق له.

2) تواجه الحكومات الائتلافية صعوبات كبيرة  الي حد الفشل الحكومي في العمل كفريق واحد والتجربة اليمنية توكد ذلك في الحكومة الائتلافية بعد انتخابات 93 وبعد حرب 94 وبعد  ثورة 2011  فما بالك بحكومة اتفاق الرياض التي أمامها تحديات لايمكن مقارنتها مع كل الحكومات المنصرمة.

3) ان العامل الوحيد الجامع بين شركاء هذه الحكومة الانتقالية هو الاصطفاف عسكريا  ضد الحوثي وهذا ملف بالاساس بيد  رئاسة الدولة والتحالف ولاتملك الحكومة اي قرار فاصل في ذلك،  بينما برامج شركاء تلك الحكومة في القضايا الاخرى فهي مختلفة ومتصادمه احيانا حيث يسعى الانتقالي لاستقلال الجنوب ويعمل الإصلاح لمشروع اليمن الاتحادي وتسعى أحزاب اخرى لشكل ثالث من وحدة الجمهورية اليمنية.

4) هي حكومة هدنة فقط لفترة محددة  اكثر مما هي حتى حكومة انتقالية ( فالعملية الانتقالية تحتاج كذلك لبرنامج سياسي مشترك غير متوفر الان)،  وبالتالي اعتقد ان كل طرف سيجنح لقواعد اي هدنة في التعامل الحذر دون التفريط او التنازل عن اي قوة عسكرية او مكاسب حربية محققة على الارض.

 

السقف الثاني :

1) بينما اهم اهداف اتفاق الرياض هو حشد مقدرة كل الاطراف المشاركة فيه لحرب الحوثي وبالتالي نقل القوات العسكرية من مواقعها إلى جبهات المواجهه مع الحوثي ، فإن الإعلان المشترك بين الحوثي والشرعية يسعى كنقطة اساسية فيه الي وقف اطلاق النار وتثبيت كل القوات في أماكنها وهذا ضد البند الأساسي في اتفاق الرياض.

2) اتفاق الرياض تجاهل الحوثي في اي ترتيبات سياسية فيه وبالمقابل تجاهل الإعلان المشترك اي وجود للانتقالي في الترتيبات الأولية فيه.

تجاهل متبادل ومتعمد من قبل من رسم هذه الهندسة السياسية لملف الصراع بما يشبة فصل المسارات بين مايجري في الجنوب ومايجري في الشمال لخلق واقع مستقبلي على الارض باستحالة الجمع بين المبادرتين في مبادرة واحدة الا في حالة التصادم،

او في حالة اخرى... وهي تغيير شروط اللعبة بمايعني التفكير بمرجعيات مختلفة تستند عليها المبادرات المستقبلية تستوعب في ذات الوقت المتغيرات التي حصلت على الارض بكل تناقضاتها.

#م_مسعود_احمد_زين