اين كنا وأين نحن اليوم!

في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1967م رحل عن عدن اخر فوج بحري من قوات المشاة البحرية (المجوقلة) لقوات الانتداب البريطاني في عدن عبر ميناء التواهي العسكري (القاعدة البحرية)  بقيادة المقدم ديفيد الشهير اختصارا بالمقدم (داي).

حينها رحل الانتداب البريطاني وقد وصلنا من التميز اقليميا ودوليا الى:-

1- مطار عدن الدولي ثاني مطار بعد مطار طوكيو من حيث طوله وعرضه وامان هبوطه وطلوعه لمساواة مدرجاته مع سطح البحر وفي عدد الرحلات اليومية منه واليه وعبره.

2- ثالث مصفاة في العالم بعد مصفاة لندن ونيويورك

3- ثاني اكبر ميناء بعد ميناء نيويورك واكثر من عشرة مواني عالمية اخري على البحرين العربي والاحمر.

4-  اشهر بلد مصدر للاسماك والملح والقطن طويل التيلة.

5- البلد الوحيد الذي يطل على اطول شريط بحري 2500 كم على اهم موقع استراتيجي لممرات التجارة العالمية.

6 - اطول واحدث شارع سكني متحضر (الشارع الرئيسي بالمعلا) على مستوى المنطقة برمتها .. واكثر من عشرة بنوك ومصارف بورصة مالية عالمية وعشرات الفنادق السياحية.

7- اول بلد في المنطقة عرفت الكهرباء الحديثة على مستوى الجزيرة والخليج 1927م.

8- اول بلد في المنطقة عرف قاعات الدراسة والكليات التعليمية والمعاهد التخصصية ودور الطباعة والصحافة الحرة ودور السينماء والمسرح والتلفزيون والاذاعة والفن والفنون التشكيلية  والاندية الرياضية وملاعب كرة القدم والجولف والساحة والميدان والسباحة.

ومع اعتزازنا الكبير بهذا اليوم والتضحيات العظيمة التي قدمها الرعيل الاول من الشهداء الابرار.

كانت عندنا بالشيخ عثمان مقهاية شعبيه اسمها (مطعم الشهداء) عرفناها منتصف السبعينات عندما شبينا .. كانت وما تزال الى اليوم معلقة فيها صور للشهداء الذين قتلوا في ما يسمى الكفاح المسلح معلقة بجدرانها الاربعة من الداخل لا يزيدون عن عدد الاصابع.

اليوم تخيلوا كم نحتاج من حيطان لنعلق صور من فتكت بهم حروبنا العبثية الداخلية شمالا وجنوبا ومع شقيقتنا الكبرى وجيراننا الاخرين.

وأين نحن اليوم مما كنا عليه قبل هذا التاريخ!

اضعنا ما وصلنا اليه من تطور وتركه لنا الانتداب البريطاني واضعنا الاستقلال والدولة الوليدة والوطن بكله!

فمتى نتعظ ونستفيد من اخطاءنا وتجارب الشعوب والامم الاخرى ؟!

فالحقيقة يجب ان تقال ومن زعل يزعل!