سياسة المخرج الاقليمي ... والنفاذ إلى المحيط

2020-10-09 18:52

 

اكتمل المخطط.. رسائل ثلاث للانتقالي والمتشرعنين والتحالف العربي.

 

بعد ستة اعوام من معتركها العسكري والسياسي، كان البعض يظن ان الشرعية قد تعلمت من هزائمها وحصادها المُر أكان على المستوى العسكري في جبهات القتال او على المستوى السياسي على طاولة المفاوضات، وإنها في ساعة صفاء مع النفس ستمتلك الجرأة والشجاعة لترحل عن المشهد السياسي، وتسلم القيادة لمن هم جديرون لإدارة الدولة والمعركة. مع الأسف لا شي من هذا وذاك، بل على العكس لجأت الشرعية المختطفة من قبل حزب الإصلاح إلى نقل المعركة إلى الجنوب ورسمت الخطط للسيطرة على عدن وفق خطة هدفها تركيع سكانها بخنق الخدمات وتخريب المؤسسات ونشر الجريمة والمخدرات.ضمن رؤية محكمة تدار بمستوى عالي من التخطيط، اكتملت فصولها الاسبوع الماضي، حين تمت عملية نقل شركة سباء فون، وجامعة الإيمان وغيرها من مؤسسات الرفد المالي التابعة لحزب الإصلاح الاخواني إلى العاصمة عدن.

 

وعلى الجانب الاخر من هذا المخطط تحريك الجبهة العسكرية في محافظة ابين رغم الهدنة المعلنة بإشراف التحالف،وسقوط قتلى وجرحى بشكل يومي من ابناء الجنوب،علَى مَرأَى ومسمع من فريق المراقبة للتحالف العربي ” عملا بالمثل القائل”الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي”

وتمحيصا لهذا الأمر فإن حزب الإصلاح الاخواني يسعى لتحقيق هدفين أساسيين :

الأول إحداث فتنه جنوبية جنوبية، والثاني استغلال الوقت وإغراق عدن بكثافة سكانية لتغيير الخارطة الديمغرافية الكفيلة بالسيطرة على مدينة عدن من داخلها. فكانت المراوغة المستمرة لعدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض أحد أساليب تنفيذ المخطط بالتواطؤ مع المخرج الاقليمي.

ويهمنا أن نسجل الآن الملاحظات التالية:

-اولاً: ان ما يحدث في الجنوب ما هو الا أحد مساعي المخرج الاقليمي لارباك المشهد السياسي وتوتير الجبهة العسكرية في شقرة وقرن الكلاسي، وارباك الاوضاع في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية بما يخدم ويتناغم مع طموحه في تنفيذ مشروع (النفاذ إلى المحيط) وقضُم أجزاء من أراضي محافظة المهرة الجنوبية.

-ثانياً: كان المجلس الانتقالي محقا وهو يشخص أسباب فشل تتفيذ بنود اتفاق الرياض في بيانه الصادر بتاريخ 23 سبتمبر الماضي، حين أكد فيه على نفاذ صبره الذي طال أمده لإفساح المجال لجهود التحالف العربي لإرغام الحكومة اليمنية على تنفيذ التزاماتها، مطالباً المملكة ” الإعلان عن الطرف المعرقل لتنفيذ بنود اتفاق الرياض”.

-ثالثاً: لازال التحالف العربي يكرر اخطائه، هذا إذا افترضنا انها إخطاء، فما يجري على الارض الجنوبية، من تدمير للبنية التحية، وتجويع الناس، لامرتبات لا كهرباء لاماء لاصحة لا تعليم ،هو ما ينسجم مع خطة الشرعية الاخوانية ليصبح الجنوب تحت سيطرتها وقبضتها العسكرية والأمنية والاقتصادية.

 

ولنا هنا ثلاث رسائل عاجلة :

* الرسالة الاولى: للاخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي كفى ما انتم عليه في المملكة. عليكم إعادة الحسابات، فما يحدث يؤثر على شعبية ومكانة المجلس، ابحثوا عن مخارج لحل القضية، اوقفوا الهرولة إلى الرياض.. فالحقيقة التي نراها ” أن قوة إقليمية بعينها ” تعمل على خلق الأزمات بهدف سحب البساط للتأييد الشعبي للمجلس.إنها خطة مرسومة تنفذ على الأرض وتراهن على خلخلة دور المجلس الانتقالي، واحداث انقسامات داخليه بين قوى المقاومة الجنوبية واستنساخ كيانات سياسية مشبوهة. عليكم باليقين بانها تمنع عودتكم إلى عدن خوفا من قول الحقيقة وإطلاع الناس على ما يدور في أطول وأغرب حوار يشهده عام 2020م!

* الرسالة الثانية: لإخواننا المتشرعنين من ابناء الجنوب، ألا ترون ما يحدث لوطنكم؟ هل من وقفة صادقة مع النفس بعيدا عن الماضي؟ نناشدكم بإسم الجنوب، وطنكم يضيع ويباع ويقسم، وخارطة الجنوب تتقلص، ماذا ستورثون للأبناء والاحفاد والاجيال القادمة؟هل من عقول تفكر وتنظر إلى المستقبل،؟ تناسوا الخلافات فالوطن أكبر وأهم من الخلافات والمصالح؟ .

*الرسالة الثالثة: للأشقاء في التحالف العربي لقد اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ. اين مشاريعكم والأرقام التي تعلنوا عنها بالمليارات؟

هل شيدتم محطة كهرباء لأهلنا في عدن الذين يموتون من جراء الحر والعطش؟ هل بنيتم جامعة او مدرسة او شق طريق ؟ هل شيدتم مستشفى او مطار او صيانة عمارة سكنية خربتها الحرب؟ ، ولكم مثال في أكذوبة بناء محطة كهرباء المئة ميجاوات في عدن، وفضيحة “مستشفى عدن العام “، الذي طال ترميمه على مدى 16 عام على نفقة المملكة وحتى اليوم لم يدخله او يقترب منه مريض “احتراما لمشاعر الأشباح التي تسكنه” اين رواتب الجيش الجنوبي الذي يهان رجاله أمام معسكراتكم في عدن ، وهل الهدف تفكيكه، أم انتقام من تاريخه ومواقفه ؟!!

 

اختتم ما كتبته بالقول:

إن المسؤولية الوطنية والتاريخية تقتضي من المجلس الانتقالي العودة إلى الجمعية الوطنية الجنوبية، و عقد لقاء موسع لقيادات المكونات السياسية والعسكرية والمجتمعية الجنوبية لوضعهم في الصورة حول تطورات الأوضاع في الجنوب، والنظر في إيجاد تصورات مشتركة تجاه مستقبل القضية الجنوبية وتحالفاتها الأنية والمستقبلية.

*- سفير جنوبي