الجنوب العربي لاعلاقة له بالصراع العربي الاسرائيلي..!!

2020-08-10 09:27

 

الجنوب العربي الذي كان يعيش تحت اتفاقيات الصداقة والحماية البريطانية  يعد قطرا عربيا لاعلاقة له بالصراع العربي الاسرائيلي منذ عام1948.. كما كانت تعيش على ارض الجنوب طائفة يهوديه كبيرة مرتبطة عاطفيا وانسانيا  بوطنها ارض الجنوب العربي منذ ماقبل الاسلام وكانت القبائل والاسر العربية ترتبط بعلاقات انسانيه اخوية  تستمد مفهومها الانساني بعد الاسلام  من الاية الكريمة : لكم دينكم ولي دين..

 

ومن هذا التوجيه الرباني ظلت العلاقات بين الاقلية اليهودية الجنوبية وبين الاكثرية الجنوبية المسلمة علاقات اخوة وعلاقات مواطنة متسامحة ومتعاونة ليس فقط في المدن بل وفي القرى كما كان التبادل في المنافع والمصالح بين الجنوبيين المسلمين واخوانهم الجنوبيين اليهود قائمة على اسس حسن التعامل واحترام حقوق  الطرفين ولعل اهم مجالات تجارة يهود الجنوب العربي تتمثل في الصناعات الحرفية وصياغة الغضة والحلي النسوية وصناعة السيوف  والجنابي واغمدتها والحياكة والمشغولات النسيجية تلك المنتجات التي يعد المسلمون الجنوبيون من اهم زبائنها ومستخدميها وكانت الاسر اليهودية الجنوبية  متجاورة  مع الاسر المسلمة الجنوبية وتتبادل الزيارات وتشارك بعضها  البعض في حفلات المواليد والزواج والاعياد وفي اتراح الوفيات والأحزان في نطاق احترام كل طرف لدين الطرف الثاني وعندما  (رحلت) بريطانيا يهود الجنوب العربي في عملية بساط الريح  الى دولة اسرائيل فقد كان اليهود مجبرين على الهجرة وغادروا قراهم واعمالهم وجيرانهم المسلمين الجنوبيين وهم يذرفون الدموع ولكن لم يكن  بيد الجنوبين مسلمين ويهود  من امرهم شيئا وهكذا التاريخ يوضح لنا ان الجنوب العربي لم يكن طرفا في الصراع  العربي -الاسرائيلي الذي اندلع منذ عام 1948م ..فلم يستقل الجنوب العربي  غير نهاية عام 1967م

 

 وقد انحرفت دولة الاستقلال نحو تسمية  اليمن المستحدثة  على الجنوب العربي واصبح الحكم يسير في وادي الاغتراب الجغرافي والتاريخي والثقافي العربي وهو الاغتراب الذي ادى الى كوارث متلاحقة  من اهمها كارثة الوحدة اليمنية  ونتيجتها هذه الكارثة التي يعيشها الجميع في  الجنوب العربي  

  

ان استمرار غياب دولة الجنوب العربي التي يجب ان تقام لتحقيق السلام العادل وحفظ الامن والاستقرار لن يجلب السلام للمنطقة ونامل ان تكلل الجهود المبذولة حاليا الى تصحيح الاخطاء في الجهوية اليمنية من جذورها ونامل ان تعود تلك الاسر الجنوبية النازحة في الشتات مسلمة ويهودية الى منازلها وقراها ومدنها واعمالها للعيش في وطنهم  ارض العرب الجنوبيين الطيبة هذا الجنوب العربي ودولته المستقلة الى جوار دولة اليمن العربية الشقيقة.

 

الباحث/ علي محمد السليماني