بعد أن أعلن الرباعي العربي (الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين) مقاطعة دولة قطر ظهر مصطلح (المدعوم إماراتياً). ولطالما كان المصطلح باعثاً للسرور حتى وإنْ أراد إعلام محور الشر (الممانعة) التشويش على الإمارات ودورها السياسي والإنساني في ملفات الشرق الأوسط، التي تتفاعل فيها الإمارات كدولة لها سياساتها وأهدافها بل ومهامها المطلوبة في المنطقة.
ففي حين أن الدعم الإماراتي كان جوداً وسخاءً وكرماً من والد على شعب شقيق، غير أن التشويش كان صفة وسائل إعلام «محور الشر»، الذي جعل من الكرم تهمة لا وجود لها إلا في رؤوس مرضى، يشعرون بالنقص والضعف أمام الإمارات كقيم ومبادئ ومنهجية ممتدة لنصف قرن.
المدعومون من الإمارات دول كبرى في المنطقة على رأسها السعودية ومصر وكافة الدول العربية، فالدعم الإماراتي جزء لا يتجزأ من السياسة الإماراتية الملتزمة بالأمن القومي العربي، وحتى ما قبل قيام الاتحاد الإماراتي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرحمه الله، داعماً للقوات المصرية بعد العدوان الثلاثي، وهذا أمر لا تخفيه مصر أو الإمارات بل تظهرانه كقيمة وجودية للشعبين الإماراتي والمصري وللعمق العربي.
حتى في اليمن كان الدعم الإماراتي سابقاً للأزمات اليمنية الحاضرة ففي حين قدمت الإمارات مشروع بناء سد مأرب التاريخي في منتصف الثمانينيات الميلادية كان للشيخ زايد يرحمه الله دور سياسي في كسر الجمود السياسي عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عندما زار عدن عام 1976 وتعلن الإمارات تدشين مشاريع صحية وتعليمية مازالت قائمة على رغم مرور العقود الطويلة على نشوئها.
دعم الإمارات امتد إلى الولايات المتحدة الأميركية كحليف سياسي واستراتيجي تبادلا الأدوار التاريخية في منعطفات مهمة كحرب الخليج الثانية ومكافحة الإرهاب خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، الدعم الإماراتي لا يتوقف على الغرب بل إن الشرق حظي بدعم سياسي واقتصادي انعكس في شراكات اقتصادية ضخمة مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين وحتى الهند وباكستان كقوى آسيوية لها تأثيرها السياسي والاقتصادي في العالم.
الدعم الإماراتي في حرب اليمن جاء التزاماً مع الحليف العربي الأكبر في المنطقة الأوسطية، فالعلاقة مع المملكة العربية السعودية هي التي حددت ملامح الدور الإماراتي في اليمن على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية، ولعل الذاكرة لا تنسى كيف امتدت يد الإمارات لمساعدة أهالي أرخبيل سقطرى بعد أن دمر إعصار تشابالا في مطالع 2015 الجزيرة، ودمر في طريقه أجزاءً واسعة من سواحل حضرموت والمهرة، فكان الدعم الإماراتي آنذاك مرضياً عنه في إطار التوظيف السياسي لمحور الضلال.
الدعم الإماراتي يختزله الشاب «غيث» بحقيبته التي تحمل الخير لكل محتاج يقف في طريقه دون اعتبار لدين أو عرق أو حتى جنسية، فهو الذي جلس على الرصيف مع السيدة المصرية في القاهرة، ومع اللاجئة اليمنية على رصيف من أرصفة مقديشو الصومالية، هذا هو الدعم الإماراتي. الذي امتد إلى مئات الدول لتقديم أطنان المساعدات الطبية لمواجهة أزمة كورونا عندما أصيب العالم بالشلل في مواجهة الجائحة.
المدعوم إماراتياً هو إنسان وجد في الإمارات
سياسياً حكيماً يقدم حسابات الإنسانية قبل أي حسابات أخرى، والمدعوم إماراتياً هو جائع تقطعت به السبل فوجد في الإمارات خير معين ومغيث، هذه ليست تهمة بل دليل على ارتقاء الإمارات فوق الآخرين، فالدعم الإماراتي كسحابة تحمل الغيث وفيها يقول الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).