إستعادة الدولة الجنوبية يجب ان تكون حاضرة

2020-07-23 13:09

 

اثناء الكفاح السلمي للحراك الجنوبي اتذكر اننا بادرنا كمجموعة صغيرة اسميناها (مجموعة حماية الثورة الجنوبية) وكان العنوان الرئيسي لعمل هذه المجموعة هو مساعدة المكونات الجنوبية بالاشارة الى مكامن الخلل في نشاطها لاصلاحها..الا ان هذه المجموعة تلاشت عندما لوحظ ماراثون تشكيل وتناسخ المكونات الجنوبية وجميعها ترفع شعار استعادة الدولة الجنوبية.

كما اتذكر ايضا انني والرفيق العزيز/أنور اليافعي قمنا بما يشبه قيادة ثورة (كريترية) صغيرة لاصلاح مسار الحراك الجنوبي في مديرية صيرة ، وقد استغربنا اصرار قيادة الحراك حينها على عدم احداث اية تغييرات في شكل ومضمون العمل الثوري في المديرية.

من يومها أدركت ان هناك توجه من بعض القوى لجعل صورة الحراك الجنوبي في شكل مشوه امام الجماهير.

نعتذر للاطالة في المقدمة فقط لارتباطها بالاتي:

فقد تابع ابناء الجنوب بعض التصريحات المنفلتة لبعض القياديين في الانتقالي لوسائل الاعلام والقنوات الفضائية : (بأن الاستقلال مش وقته الان)..وهي تصريحات غير مسئولة تستهدف الهدف الاساسي للثورة الجنوبية والمتمثل بإستعادة الدولة الجنوبية. نعلم جميعا انه تنتصب امام شعب الجنوب جبال من الصعوبات والمؤامرات والتحالفات المناهضة لذلك الحق.

لكن على صعيد تعامل قيادات الجنوب ينبغي ان يكون هذا الهدف حاضرا وموثقا في مجمل نشاطها وفعالياتها وتعاملها مع الداخل والخارج.

من مننا لم يلاحظ تراجع مسألة ابراز هذا الهدف وخصوصا في الآونة الاخيرة، لتحل محله صياغات غير منضبطة ، مثل : اتفاق الرياض ، تقرير المصير ، الإدارة الذاتية....الخ.

ولاشك..في ان القوى الداخلية والخارجية المناهضة للحق الجنوبي تحرص تماما على تغييب ذكر حق شعب الجنوب في إستعادة دولته في تعاملها ومباحثاتها وتداولها مع مختلف القوى الجنوبية، بهدف احداث تراكمات تؤدي الى تشكيل مزاج شعبي ونخبوي يبتعد كثيرا عن التمسك بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم.

لذلك كان حري بقيادات الانتقالي التي اشتركت في المرحلة الاولى لإتفاق الرياض ان تصر على جعل ذلك الهدف حاضرا وموثقا في الاتفاق بل وربط ذلك بالتفاصيل الاخرى التي جرى الاتفاق حولها.

لذلك نرى انه من المناسب ان تبادر بعض القيادات والمفكرين الجنوبيين الشرفاء - من خارج الانتقالي - ان تنشأ ما يشبه مجلس او مجموعة استشارية تواكب كافة المتغيرات وتتبنى وضع شعب الجنوب وقيادة الانتقالي امام حقائق الامور وما ينبغي فعله لتجنب الوقوع او الانزلاق في مواقف واتفاقات يترتب عليها احداث وخلق واقع يؤثر جوهريا وبشكل جسيم عن مضمون الكفاح والنضال الذي اجترحه شعب الجنوب وقدم في سبيلة عشرات الالاف من انقى واطهر شبابة شهداء في مذبح الحرية وإستعادة الدولة الوطنية الجنوبية.