إستبعاد على محسن الأحمر ليس كافيا

2020-07-04 16:21

 

 يدور في الكواليس بأن كل القوى السياسية مصممة وملحة على استبعاد علي محسن الأحمر من موقعه كنائب للرئيس، استجابة للرأي العام والجماهيري الذي تضرر من تعينه ،فبعد ست أعوام أدرك شركاء هادي بأن تعيين علي محسن كنائب للرئيس كان غلطة كبيرة بحق الشعب ،وخطوة في طريق اعادة كل رموز نظامه الخاص الذي أسسه في عهد صالح ،وقد عاث في البلاد فسادا ونهبا طيلة أكثر من ثلاثة عقود ،ليعيدوه إلى الواجه في إصرار وتحد لارادة الجماهير التي تدرك أن محسن وعصاباته هم سر البلاء في البلاد،وبعد أن لُدغ الشعبُ اليمني من محسن وعصاباته مرات ومرات ،تم اعادته في عهد هادي كنائب للرئيس على أمل أنه ما تكسر الحجرة إلا أختها ،وأنه هو من سيكسر شوكة الحوثيين ، لكن ما ظهر لنا جليا بعد ست أعوام بأن الحجرة التي كسرت رؤسنا أصبحت حجرتين ،وكل واحد يضرب من جهة حتى لم يبق لنا أملا في التعافي من ضربات الحوثين وعصابة محسن ، فها نحن نشاهد زبانية محسن وجلاديه يتمددون في الأراضي المحررة في الشمال والجنوب ،بحجج واهية ؛فيتركون ما جاؤوا من اجله في تحرير الجوف وصنعاء ويتركوها بعتادها العسكري للحوثيين ،وفي تعز استهدفت مليشيات شمحسن في البداية قوات اللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس ،ومن ثم وصلوا إلى تصفية العميد الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 ، ووضعوا في خطتهم السيطرة على الحجرية ومن ثم الوصول إلى الساحل وباب المندب ،وبالأمس الموافق 3 يوليو 2020م وباشارة من علي محسن الأحمر وبضربة استباقية لما قد يتمخض عنه اتفاق الرياض باستبعاده من موقعه ، أمر قواته التي شكلها في تعز وقوات الحشد الشعبي التي

دربها في مدارس المدينة وجبل حبشي وبقيادة المقربين منه ومن الذين يتبعون الاخوان المسلمين بالتحرك نحو الحجرية واحتلالها قبل أن تسقط خيوط اللعبة من يديه ،وفي نفس  الوقت لاحظنا بالأمس هجوما موازيا للمليشيا الحوثية في مناطق مديرية حيفان في الحجرية وطور الباحة في مديرية الصبيحة ،ولا نستبعد بأن يكون ذلك بتنسيق مسبق بين مليشيا  محسن ومليشيا الحوثين ،فقد تعلمنا من الدهر بأن ترك الحوبان مغلقا أمام أبناء تعز وامتهانهم ،واشغالهم بمعارك تحرير المحرر لا يخدم سوى الحوثين ولا أحدا غيرهم .

*- مكرم العزب

 

وأخيرا نسأل : هل استبعاد علي محسن كافيا للتخفيف من معانات الشعب ،وازاحة أحد الأحجار التي تهشم رأسه كافية ،أم أن عروق تلك الأحجار قد توغلت داخل القوات،وسيبقى محسن موجودا وإن تم عزله في الظاهر ببقاء القيادات العسكرية الموالية له ؛وقد توغلت وتحكمت بمفاصل الإمبرطورية العسكرية التي صنعها في أربع عقود حتى اليوم ؟

 

 فأجزم بأن عزل محسن لوحده غير كافيا ،ويعتبر ضحكا علينا وعلى ذقوننا،ولنا فيما مضى تجربة حينما سلم الرئيس صالح الراية لهادي ،ولم يتبع ذلك حنكة القائد في تغيير القيادات الموالية لصالح ،حتى أتى يوما ورأى هادي نفسه لوحده ولا يوجد من يتبعه ،فهل الغباء سيلحقه غباء، أم أن هادي ربما يدرك هذا البعد، فيتبع اقالة محسن تغيير في كل قياداته؟ وحتى لا يقع الفأس بالرأس مرة ثانية فقد قيل بالمثل الشعبي يؤكد ما ذهبت إليه : "إذا راحت الطبينة باقي عروق .... "

والدهر فقيه.