لم ييأس .. لم يحبط .. لم يثنيه شي في الدنيا عن الاستمرار في رعاية شجرة ثورته وريها كل صباح وكل مساء بالمزيد من الدماء الزكية الطاهرة .
لم يخضع ولم يخنع أمام الضربات القاتلة التي يوجهها خصمه يوميا صوب جسده .
لم ترهبه أدوات الموت التي ينشرها المحتل في شوارع وساحات وطرقات وطنه ويوجه فوهاتها نحو جسده لتقتله وتتركه مضرجا بدمائه على قارعة الطرق .. ولم يدفعه التجاهل السياسي والإعلامي العربي والإقليمي والدولي المتعمد تجاه قضيته إلى التوقف وعودة إدراجه إلى مساحات الصمت وأوكار الخنوع ولم تقنعه مسرحيات الحوار وأفلام المبادرات بالتراجع وانتظار نتائجه المعروفة سلفا.
نعم هذا الجنوب وهذا شعبه المناضل العظيم .. هذا شعب الجنوب المجاهد الذي أثبت للمرة الألف إنه فعلا شعب لا يضاهيه شعب آخر في المعمورة نضالا وصبرا وتضحية وعزيمة وإصرارا .
شعب بذل الكثير وقدم الكثير وخسر الكثير في سياق نضاله المشروع ولكنه لم يزل مصمما بعزيمة لا توصف على الاستمرار في البذل والعطاء والتضحية .
شعب عربي عظيم حدد هدفه بنفسه وأختار قدرة بنفسه مدفوعا بمسببات ومبررات كفلت له مشروعيه ما قام ويقوم به منذ سنوات طويلة مضت حتى اللحظة وبنفس المستوى والوتيرة من الحماس والزخم الثوري وبنفس القدر من حجم ونوعية الخسارة والتضحيات .
هذا الشعب الذي قالها بالأمس البعيد وقالها بالأمس القريب ويقولها اليوم وسيقولها غدا بأنه ماض في ثورته ومستعدا لتقديم المزيد حتى تحقيق كامل أهداف ثورته السلمية ونيل كامل حقوقه المسلوبة واستعادة دولته الأبية التي سلمها على طبق من ذهب لأناس لم يعو أهميتها ولم يعرفوا مكانتها التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية أبدا فعاثوا فيها سرقة ونهب وتفيد واستحواذ غير مشروع ونكلوا بشعبها قتلا وجرحا وأسرا واعتقالا وتشريدا ونفيا .
هذا شعب الجنوب الأبي يجدد قوله لمحتل أرضه ( نحن تصالحنا تسامحنا نحن جنوبيين في الساحة) في رسالة شديدة الوضوح ابرز معانيها أننا شعب واحد نصبو نحو تحقيق هدف واحد فكفاكم عبثا بوحدتنا وكفاكم تشتيت جمعنا .. نحن شعب واحد .. شعب ثائر لا يعنينا حواركم .. لا يعنينا خطابكم وأكاذيبكم ولم تمر علينا بعد اليوم ألاعيبكم القذرة.
شعب عظيم فكم خاطب الخارج وخاطب محتل ومغتصب وطنه خاطب كذلك قياداته بقوله (استمروا في غيكم وواصلوا خلافاتكم فنحن شعب ساحات وميادين نضال وشعب عطاء وتضحيات فخلافاتكم لا تعنينا في شي ومما حكاتكم التافهة لا تأخذ شيئا من توحدنا وعزيمتنا ولم ولن تثبط هممنا فأعملوا ما شئتم فالقول الفصل هو قولنا والقرار الحاسم هو قرارنا .
شعب الجنوب كما قالها سابقا هاهو يجدد قولها اليوم بالتحامه وتوحده وبصوته الموحد (أنا شعب الجنوب فمن أنتم ؟)
فاللهم أنصر شعب الجنوب وأنصر ثورته وحقق كل أهدافه وأمانيه وأرحم شهدائه وأشف جرحاه وفك قيد أسراه .. اللهم آمين يأرب العالمين