يكاد يكون كل بيت جنوبي دفع فاتورة الحرب و كل محافظة جنوبية قدمت أشجع رجالها و فلذات أكبادها في سبيل انتصار الجنوب ، ولكن الحقيقة صمود و تضحية الضالع شيء مختلف، أشبه بالأسطورة.
في الضالع وحدها الأم التي لا تضحي بأحد أبنائها تشعر كأنها لم تلد و البيت الذي لا يقدم شهيداً يشعر أهله بالحرج.
نحب الضالع منذ تشكل و عينا و تربطني بأهلها علاقة أكثر من كونها شخصية و أشرف من أن تكون مجرد مصلحة و نحسبها علاقة وجدانية لا تعترف بالزمان و المكان ، و في كل مرة تثبت مواقفهم أنني على حق و أن مشاعري لم تخني.
أعتز بمسقط رأسي(عدن) و عدنيتي شرف و وسام على صدري و تعلمت في مدرسة أمي الغالية - حفظها الله- عزة النفس و من أبي و جدي - رحمة الله عليهما - الفخر بأسرتي و تشعرني جذوري الشبوانية بالكبرياء، و لا شك أن صمود الضالع و شجاعة و تضحية الضالعي تجعلني أفتخر أنني جنوبي و أن الضالع جنوبية.
أبناء الضالع ليسوا ملائكة و لكن السواد الأعظم منهم يكرهون حياة المذلة و يعتقدون أنهم لا يملكون خياراً ثالثاً ، أم يعيشون أحراراً أو يموتون وقوفاً، و ليس كلهم يتدثرون بالمجد و هم أنفسهم يعلمون أن منهم مرتزقة و لكننا لم نسمع يوماً أنها سقطت بخيانة.
ننحني لكل شرفائها رجالها و حرائرها و شبابها و أطفالها و لكل جنوبي حر و لكل جنوبية كريمة.