يا انتقالي سيطر على الجنوب وافعل مثل الحوثي!!

2020-03-01 07:23

 

خلونا نتناقش بهدوء هل هذه العبارة ممكنة ومنطقية أو لا!

دعونا نبدأ من البداية ماذا فعل الحوثي؟

  • أولاً: ببساطة الحوثي دخل صنعاء الصباح وخلال الظهر سيطر عليها بأكملها، وصل لمبنى وزارة الدفاع دق الباب، فتحوا له بدون طلقة رصاصة، وصل لبيت عيال الأحمر، وسحب شيخ قبيلتهم سحب ..

وأما الفرقة الأولى مدرع، فوصل لهناك حصل العجوز قد تبرقع وهرب، ودخل الفرقة حصل كشايد وحبة سوداء وسليط جلجل!

  • ثانياً: الحوثي سيطر على (العاصمة) اللي فيها كل مؤسسات الدولة، وبطريقة مافيها أي تدمير لبنى تحتية أو لأي مؤسسة .. فالحوثي استلم دولة سليمة، ماتعرقل بإدارتها ليوم واحد، الموضوع كان أشبه بطرد مدير وتسليم مدير ثاني! فما تعطل ولا تعرقل ..
  • ثالثاً: تسليم صنعاء جاء بغياب أي عدو داخلي معارض له، فالمؤتمريين كانوا حلفاؤه، وأما الإصلاح فخرج بعبارة لن ننجر، لأنهم يدركون أن تدمير صنعاء سيقضي على الجميع ..

نجي للإجابة عن السؤال لماذا (لم/لا) يفعل الانتقالي مثل الحوثي!

الإجابة ببساطة بانعدام نفس ماتوفر للحوثي!

- أولاً: الانتقالي استلم عدن مدمرة تدمير بشع! واستلمها بدعم من تحالف جاء باسم الشرعية، فانسلاخك عن الشرعية بذلك التوقيت، يعني إيقاف السلاح والغطاء الدولي الذي ساعدك لمواجهة الحوثي والانتصار على ألوية الجيش الشمالي.

- ثانياً: مؤسسات الدولة اللي كانت في الجنوب كلها تدار بمركزية من صنعاء، أبسط مثال البنوك المركزية، محطات الكهرباء، العقود النفطية ... الخ فالشمال كان مستعد لهذه الأيام وربط كل الجنوب بأكمله لصنعاء، والموضوع مش فتح بقالة عشان يلا نترك المركزية!

- ثالثاً: صنعاء باختلاف المتقاتلين فيها الا أنهم جنبوها الدمار  الخراب، على عكس ماحدث في الجنوب، فالأدوات الجنوبية كانت حريصة على إبقاء عدن غير مستقرة وتدميرها طاعة لأسيادهم.

- رابعاً: مطلب الجنوب ليس إدارة الجنوب فقط بل الاستقلال، وهذا الأمر لن يأتي بسنة او سنتين، فيكفي أن تعرف أن قيام وحدة بين دولتين متكاملتين سبقه 20 سنة من الترتيبات والاجتماعات فكيف بقرار استعادة دولة وسط حروب إقليمية وصراعات دولية.

ويبقى الأمر الأهم: هل يتحمل الجنوب محاربة العالم بأكمله في هذا للتوقيت؟! وهل من الحكمة أن يخوض الجنوب صراعات لا تنتهي؟ بينما بإمكاننا أن نعطي فرصة للحلول السياسية للوصول إلى نفس الغاية.

هذه هي الصورة الكاملة لعبارة افعلوا مثل الحوثيين!  لذا فلا قياس في المسألة وكل ماعلى الجنوب فقط هو الاستفادة من المرحلة الجديدة، والبناء عليها للوصول إلى محطة الاستقلال عبر المضي في طريق آمن.