الشاعر المحضار..... و بلاد حبان

2020-02-05 16:27

          

تهل علينا ذكرى وفاة الشاعر والملحن الكبير / حسين ابوبكر المحضار  في الخامس من فبراير 2020 م  ..... وفي ذكرى وفاته العشرين نشير الى انتماء ابن الشحر الشاعر الكبير الى مدينة حبان بمحافظة شبوة حيث هاجر اجداده منها الى وادي دوعن ( الايسر.) بحضرموت وهناك أسسوا فيها قرية ( قويرة) تيمنا بقرية (قويرة) التي تقع بجانب مدينة حبان بشبوة ثم تحول بعض اجداده الى المكلا عندما تم تعيين جده الشاعر / حسين المحضار وزير للسلطنة القعيطية واخيرا استقر به المقام في مدينة الشحر

 

          

بلاد حبان اسم عام يطلق على المنطقة التي كانت تسمى سلطنة الواحدي سابقا وهي جزء من حضرموت التاريخية  وقد هاجر الكثير منها الى ساحل حضرموت وبالذات من الروضة والحوطة ولهية وجول الشيخ وغيرها واستقروا في المكلا في حافة ( الحارة ) كما استقروا في الشحر في حافة( الحوطة ) قبل ان ينتشروا في كافة المدن الحضرمية  حيث ساهموا في الحياة العامة فيها وبرز منهم الكثير من الشعراء الكبار امثال المرحوم/ حسين باخميس الحباني والمرحوم/ محمد بن عوض الحباني وغيرهم الكثير

 

          

و قد افصح الشاعر المحضار عن انتمائه الى بلاد حبان في احاديث كثيرة منها اشارته الى ذالك في مساجلة شهيرة مع الشاعر / عوض بن سالم بن فاتح الحباني حين يقول :-

            

 وانته اذا جيت من حبان بسلامي

قبلك وصل منها الشاعر المحضار

 

          

كما يؤكد الشاعر المحضار أنتمائه الى بلاد حبان في مرثيته للشاعر الغنائي أحمد رحِيم بومهدي بامسلم الحباني ابن حوطة شبوة وصاحب اغاني ( بلادي الى المجد هي أنهضي ، و شلني يادريول تجمّل ،  وشعباٌ يمنيّاٌ واحد ، وشفت ناقش الحناء ، وياعم منصور يامروّح البلد وغيرها من الاغاني الكثيرة ) حيث قال الشاعر المرحوم المحضار :-

 

 

قالوا لمه ترثي أحمد إبن بو مهدي

وأنت لم يجمعك مجلس معه او دار

من ارض حبان جاء جده مع جدّي

وأسسوا للحضارم أمن وإستقرار

 

        

وبعد وفاة الشاعر الكبير/ حسين ابوبكر المحضار تشكلت لجنة للتحكيم لتقييم اكثر من مائة قصيدت قيلت في رثاء الشاعر الكبير برئاسة الدكتور / عبدالله حسين البار وقد احتلت المرتبة الاولى مرثاة الشاعر المبدع ابن الشحر / عوض بن سالم بن فاتح الحباني بعنوان  { *فِراق*}  والتي نشرت في صحيفة الايام العدنية بتاريخ 16 فبراير 2000 م بالعدد رقم ( 693)  والتي قال فيها :-

 

نار ُ الفراق ِ المُر ّ تلهب ُ في الفؤاد

هل أندُب ُ المحضار َ أم أرثي سُعاد

  خلّان ِ يمتلكان ِ روحا ً واحدا ً

  لا يستطيعان ِ الحياة َ على انفراد

هل أندُب ُ المِلَك َ الصريع َ وعهدَه ُ

أم منتدى الإثنين أم أحقاف َ عاد

فارقت ُ من أهوى وفارقت ُ الهوى

وفَقَدت ُ أيّام َ المَسَرّة ِ والوِداد

وبعالم ِ الآلام ِ صاحَبَنِي الضنى

والحزن ُ أرّقني وخاصَمَني الرُقاد

هدَمَت رياح ُ النحس ِ حصن َ سعادتي

فحُرِمت ُ من سَكنِي وراحي والعَتاد

  ذَهَب َ الذي أنسى الهموم َ بقربه ِ

وبه ِ تتِم ّ لِي َ المطالب ُ والمُراد

شهم ٌ كريم ٌ طيّب ٌ مُتَوَاضِعٌ

حَسَن ُ الطبائع ِ ذكره ُ في كل ّ ناد

سَحَرَ العقول َ بشعرِه ِ وبلحنه

  و بأروع ِ الأعمال ِ والأفضال ِ جاد

اليوم تنعاه ُ المكلّا والمُخا

والقدس ُ والبلد ُ الحرام ُ وكل ّ واد

في غفلة ٍ صرعت يد ٌ جبّارة ٌ

مَلِك َ الغِنا والشعر ِ في كل ّ البلاد

كَثُرَت جراحِي أيّها القدَر ُ الذي

  *أدمى فؤادي بالسكاكين ِ  الحداد

 

                     

الشاعر والملحن الكبير / حسين ابوبكر المحضار رحل عنا لكن اعماله الفنية والادبية ستخلد ذكراه الى ابد الابدين و ستظل سيرته العطره حاضره في نفوس محبيه .........  اللهم طيب ثراه واكرم مثواه و اجعل الجنة مستقرة ومأواه وأعف عنه و أكرم نزله و وسع مدخله وأجعل منزلته مع الصالحين والشهداء

.