هل المعنى في بطن التحالف؟

2019-12-26 17:12

 

هناك جملة مستجدات على نطاق الجنوب وهي بمجموعها لا تعبر عن حالة طبيعية بالمطلق إلا إذا كنا نمارس مغالطات بأنفسنا.. كان الحديث في السابق عن الجنوب كمحافظات محررة، لم يعد الحال كذلك بعد أن تمددت قوات مأرب بعددها وعتادها باتجاه شبوة وصولا إلى المحفد في أبين، هذا الواقع المستجد له تبعيات كبيرة على الوضع برمته بداية بحالة المواجهات والاحتكاكات المستمرة مع ما يسقط من ضحايا جراء ذلك، ناهيك عن خلق حالة انقسام في هذه المناطق ومحاولات كسب الولاء والتموضع عسكريا مع ما يلزم ذلك مع استفزاز مستمر للمواطنين، ناهيك عن معاناة تلك المناطق في جوانب الخدمات جراء هذا الوضع المتداخل المشحون بكل عوامل الانفجار والمواجهات.

 

إذ إن أجندة القوات القادمة من مأرب متصلة بنفس الماضي وسياسته الاقصائية للجنوب بل ومواجهة إرادة شعبه، تلك القوات التي معظم قوامها من العناصر المتطرفة بعد أن مثلث نقطة تجمع في مأرب على مدى سنوات خلت كموقع مناسب لدى تلك الأطراف في البقاء بجاهزيتها العسكرية لمواجهة أي خطوات جنوبية تتعارض وتلك المشاريع.

 

اللافت حقا هو استمرار التعزيزات العسكرية لتلك القوات وتمركزها على الأرض وبما يوحي أن المعادلتين على ما فيها من تناقض بل وعودة إلى المربع الأول بالنسبة للجنوب ينبغي لهما الاستمرار على هذا النمو الضبابي الذي ليس في آفاقه ما يوحي بالحزم.

 

حالة الخلط قائمة دون شك، فأثرها ساحق بالنسبة للجنوب الذي قدم تضحيات على طريق استعادة دولته ووضع حدا لنهب ثرواته وتجاوز سياسية أمر الواقع والأفكار المتطرفة التي تستهدف الجنوب بصورة لاشك فيها، بل تستهدف في وجوده وتاريخه وإرادة شعبه.

 

وعلى إثر ما سلف لا يمكن الحديث عن جنوب محرر أو رفع القضية على منابع النفط في تلك المحافظات التي لا يستقيم الحديث عن الجنوب بدونها.

 

في حين أن بقاء الأمر على هذا النحو هو تهديد فاضح وواضح لأمن خليج عدن وممراته المائية، وكما مر الوقت تختلف عوامل إقليمية يمكنها أن تفاجئ الجميع في تدعيم سياسة الأمر الواقع المبني على المعادلات المستجدة التي يمثل حال التغاضي عنها إجهازا على ما تحقق، بل ويفتح الأبواب للتدخلات الإقليمية السافرة التي دون شك تحمل تهديدا حقيقيا بل مأساويا بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة.

 

فهل سياسة التغاضي عن تلك المستجدات تمثل إستراتيجية خفية الغايات بالنسبة للتحالف، أو أن المعنى في بطن التحالف،

 

أم أن الأمر نمط من سوء التقدير والأخطاء الفادحة؟

 

وإلا لماذا قامت أصلا عاصفة الحزم.. بكل ما لازم الأمر من تضحيات وخسائر بشرية ومادية؟