جنوب عربي: الحلم الذي يرفض الاختفاء

دخول القوات الجنوبية الى حضرموت والمهرة غير مُستغرب فهما عمق الجنوب التاريخي والسياسي وتشهد سيئون ومناطق الوادي والصحراء والمهرة مظاهرات منذ انطلاق الحراك تطالب بقيام دولة الجنوب وكانت تُقمَع امام مرأى ومسمع الاقليم والعالم من قبل المنطقة العسكرية الاولى التي تتخادم مع الحوثي في تمرير الاسلحة المهربة والمخدرات وحتى القيادات الحوثية تمر في هذه المناطق الى سلطنة عمان لذلك فدخول القوات الجنوبية جاء استجابة لدعوات ابناء حضرموت والمهرة لتأمين هذه المناطق من عصابات الارهاب والتهريب

مشروع الانتقالي معلن للجميع ، لليمنيين وللاقليم وللعالم .. "جنوب عربي" يفهمها العليمي  واحزابه، لكن المملكة جار ضامن وقيادة عربية واسلامية ولا جنوبي يريد الاصطدام بها وان لاتعطي القيادة الجنوبية فرصة للمنهزمين اليمنيين باستغلال هذه المميزات فيها لصالح يمننتهم

 ان اي عاقل يعلم ان المنطقة تحتاج التهدئة وما حققت الحروب -طيلة عقد - فيها نصرا ، فالحوثي قصفوه باكثر من "ثلاثمائة الف" غارة جوية وما زال "مسنّب" في جغرافيته لان اليمنيين كانوا وما زالوا يكذبون على التحالف وعلى المملكة بالذات ولم يصدقوا في مقاتلته

حين تشكّل الرئاسي لم يقسم الرئيس الزبيدي بيمينهم الدستوري !!! ماذا يعني ذلك!!؟ هل يعني انه ملزم باليمننة!!؟

الجواب واضح الا لمكابر!!

 في "اكتوبر الماضي" اجرت "قناة الحرة" حوارا معه واضحا وصريحا قدّم رؤية لمستقبل الجنوب العربي كدولة فيدرالية تستند الى شراكات اقليمية ودولية وتتجه نحو مرحلة مابعد الحوثي في اطار حل الدولتين مؤكدا ان الجنوب العربي لن يعود إلى الماضي.. وان القطيعة مع اليمن الموحّد نهائية إذ ان الوحدة فُرِضت بين غالب ومغلوب لم تكن قابلة للاستمرار فحرب 1994 ارست واقع الاحتلال

ظل الانتقالي صريحا ومستعدا لمشاركة الشماليين في تحرير صنعاء ولم تكن لديهم اية نيّة لتحرير بلدهم بل ظلوا "يوقّصون" مشروعهم في وادي حضرموت والمهرة لتاسيس وطن بديل ، او يريدون ان يفاوضوا الحوثي به

التحالف حارب المشروع الحوثيايراني من اجل امنه لا حبا في عيون جنوبي ولا شمالي وحربهم تقاطعت مع مصلحة الجنوب ولم ينكر الجنوبيون ماقدمه التحالف مجتمعا او منفردا لكن تحرير صنعاء صار اولوية ثالثة او رابعة اقليميا ودوليا وللجنوب قضيته لن تظل مرهونة بمصالح اقليمية لم تعد محاربة الحوثي من اولوياتها

28 ديسمبر 2025م