اتفاق فرقاء الرياض .. و البيروقراطية السعودية

2019-12-06 07:09

 

كلنا أمل وتفاؤل بضرورة نجاح وإنجاح وتطبيق مخرجات "إتفاق الرياض" بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية المملكة العربية السعودية ، حاولنا ونحاول قدر الإمكان إنجاح الدور السعودي وقدمنا في سبيل ذلك التنازلات تلو التنازلات ، ولكنها للأسف الشديد شقيقتنا الكبرى تأبى النجاح ومصرة دائما على الفشل وعدم التفريط بأدوات الفشل أكانت سعودية أم يمنية .

 

دفعت دولة الإمارات العربية المتحدة ثمنا غاليا لشرعية الابتزاز الرخيص وحليفتها السعودية من أجل الوصول لإتفاق الرياض ونجاحه على أرض الواقع ، ولكنها البيروقراطية السعودية ولجنتها الخاصة وعدم الجدية والالتزام حالت دون تطبيق أي بند من بنود "إتفاق الرياض" بإستثناء عودة رئيس الوزراء الدكتور معين وحكومته المصغرة إلى العاصمة عدن .

 

30 يوم على تواجد رئيس الوزراء الدكتور معين وحكومته المصغرة في عدن وبحماية سعودية كبيرة ، ولا نتائج مبشرة حتى على مستوى صرف رواتب منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع ، أو شراء وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن التي تعاني من تراجع حاد بقدرتها التوليدية بالشتاء الذي يعتبر أول شتاء كارثي ظلامي تشهده عدن منذ عقود طويلة .

 

البيروقراطية السعودية حالت دون وفاء السعودية بمنحتها السابقة بتزويد محطات توليد الكهرباء في عدن وباقي المحافظات المحررة بمنحة وقود عام كامل رغم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع ، ولم تصل من تلك المنحة سوى كميات لثلاثة أشهر فقط حتى اللحظة ، ولا تزال باقي كميات المنحة لثمانية أشهر بعهدة الشقيقة السعودية رغم ما تعانيه محطات توليد الكهرباء في عدن وباقي المحافظات من شحة الوقود ونفاذه مما أدى لتوقف أغلبها عن العمل ، مما زاد من معاناة ومأساة المواطنين ، إستبشرنا خيرا بالسعودية .

 

ليس من صالح الشرعية اليمنية والسعودية فشل "إتفاق الرياض" مع إقتراب موعد إنهاء الحرب اليمنية قبل بداية العام المقبل 2020 م ، وهي المهلة التى حددتها الدول العظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .

 

وما يحدث من مماطلة وتسويف من قبل الرئيس المؤقت هادي وحكومته يتم برضى سعودي ، وما تلك التعزيزات العسكرية التي تتقاطر من مأرب الإخوانية صوب شبوة وأبين إلا دليل عملي على ذلك الرضى السعودي .

 

ليس لدينا ما نخسره أكثر مما خسرناه سابقا وحاليا في الجنوب ، بينما خسائر السعودية والشرعية ستكون باهظة جدا على المستويين الإقليمي والدولي والمحلي .

إن تدهور الوضع الامني والعسكري في جنوب اليمن سيعيدنا للمربع الأول وعودة الجماعات الإرهابية المسلحة للسيطرة على الجنوب وتهديد السلم والأمن العالمي والإقليمي ، وهذا الأمر لن توافق عليه كبرى وصغرى الدول العالمية ، وسيزيد من عزلة السعودية والشرعية وتأليب الرأي العالمي عليهما .

 

يجب أن تنجح الشقيقة السعودية بتنفيذ بنود "إتفاق الرياض" للخروج من مربع الفشل السياسي والدبلوماسي والعسكري على المستوى الداخلي والخارجي .