الشرعية تتغاضى عن الباطل وتهاجم الحق ...هل عودة الحق الى اصحابه جريمة؟

2019-11-19 11:10

 

فشلت الشرعية اليمنية في تجاوز اول اختبار عملي يواجهها منذ انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في 18مارس 2013م (صنعاء ) والذي حظي بدعم خارجي على اعتباران المؤتمر سيكون المدخل الحقيقي لمعالجة الوضع المتأزم باليمن , وبالتالي عدم انزلاق البلد في دائرة العنف والاقتتال , ولوضع الحلول المنصفة بحيادية تامة ,الا ان المؤتمر لم يلامس القضايا المطروحة على طاولة الحوار حينها , وفي مقدمتها القضية الجنوبية , وكانت مخرجاتة بداية لاندلاع المواجهات المسلحة بين المليشيات الحوثية المتحالفة مع الرئيس صالح وبين التجمع اليمني للاصلاح المتحالف مع  الشرعية التوافقية برئاسة هادي , والتي انتهت بهزيمة القوات التابعه لحزب الاصلاح وهروب قيادته الى الخارج , ثم هروب الرئيس هادي بعد القبض على رئيس الوزاء ومدير مكتبة ووزير دفاعه وعلى اثرها تم تسليم صنعاء والدولة بكاملها للمليشيات الحوثية وقوات صالح دون اي مواجهات .

* تمدد المليشيات الحوثية الى الجنوب , بعد هروب الرئيس هادي الى الخارج مع معاونية , حيث تمكنت المليشيات الحوثية المتحالفة مع قوات الرئيس المخلوع صالح من احكام السيطرة على بعض المحافظات في الجنوب بما فيها اجزاء واسعة من عدن .

* انطلقت عاصفة الحزم , وانتفض الشعب بقيادة المقاومة الجنوبية وبدعم التحالف العربي وخلال ثلاثة اشهر تم تطهير عدن والمحافظات الجنوبية من القوات الشمالية التي كانت متواجدة في الجنوب مع القوات المعتدية القادمة من شمال الشمال ودحرها الى خارج الحدود الجنوبية السابقة . 

*  حينها عاد الجنوب مجددآ , تحت سيطرة ابنائه.

والمحافظات التي كانت تنتمي الى الجمهوريةالعربية اليمنية  تحت سيطرة ابناءها .

* اما بالنسبة للشرعية اليمنية الهاربة الى الخارج اصبحت لاتمتلك غير اسمها واعتراف الداعم الدولي بها .

* رغم الاعتراف الدولي بشرعيتها ورغم الدعم العسكري والمادي من قبل دول التحالف العربي الا ان مؤسسة الشرعية اليمنية لم تحقق اي انتصار ولم تسيطر على محافظة واحدة باكملها خلال اربع سنوات .

 

* انشغلت الشرعية بالجنوب المحرر وتركت صنعاء للمليشيات الحوثية , حيث وضعت العوائق تجاه الجنوب وأبناءه لبقائهم رهينة تحت رحمتها . واليكم بعض الامثلة :

 

- عرقلة ملف اعادة البناء و الاعمار .

- عرقلة تفعيل اجهزه السلطة المحلية للقيام بدورها .

- نهب الموارد المحلية والدعم المالي   الدولي الممنوح لليمن والاغاثة ونهب الاراضي والممتلكات العامة عبر اذرعها بالداخل .

- السيطرة التامة على الاعلام ومنع اعادة بث قناة عدن الفضائية من الداخل واهمال اذاعة عدن المركزية والاذاعات المحلية في المحافظات .

- عدم تطبيع الحياة اليومية مثل توفير الكهرباء ومياة الشرب وتوفير الادوية للمستشفيات وتسليم المستحقات لاصحابها.

-اهمال جرحى الحرب واهمال اسر الشهداء .

- افتعال الازمات الامنية وتهريب الاسلحة والمخدرات الى عدن واحداث حالة من الرعب والخوف لدى الاهالي من خلال القتل والتفجيرات والكل يعرف المحرك الاساسي والممول لكثير من العمليات الارهابية .

- تقاسم الاموال والمناصب والامتيازات وحرصها علىالقيادات الهاربه وابنائهم واقاربهم .

- شن حملات اعلامية مظللة ورخيصة عن الدور الاماراتي ورفع تقارير حقوقية مفبركة عن السجون السرية الى المنظمات الدولية الرسمية والمستقلة .

- عملوا بكل الطرق المتاحة لزرع الفتنة والشقاق بين دول التحالف العربي .

- تقاسم الادوار بين القيادات الاخوانية مابين معارض للتحالف ومعارض لدولة الامارات وفريق مؤيد لتركيا وقطر وإخر مؤيد للحوثيين وفريق يعمل مع التحالف .

من خلال ماسبق استعراضه يتضح ان الهدف الذي تعمل علية الشرعية او جزء منها هو السيطرة على الجنوب والهيمنة علية ونهب ثرواتة بالدرجة الاولى , اما بالنسبةلتحرير صنعاء والمحافظات الشمالية فهي من وجهة نظرهم في ايادي آمينه وان كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثيه المدعومة من ايران.

لان اطراف الشرعية قاموا بتسليم الدولة وجيشها ومؤسساتها وعاصمتها صنعاء بطريقة سلمية , فكيف سيعودون اليها مجددآ كفاتحين عن طريق الحرب .

 

فيصل السعيدي

18نوفمبر2019م