أدركت قيادات التجمع اليمني للإصلاح ان وجودها بالسطلة قد انتهى منذ مقتل القشيبي وسيطرة الحوثيون على محافظة عمران ، ولم يكن خيار الذهاب الى صعدة ومقابلة عبدالملك الحوثي الا لحفظ ماء الوجه ، ومحاولة أخيرة لاقناع الحوثيين على توقيع اتفاق بين الطرفين بعيدأ عن الدولة وشرعية هادي وبعيداً عن مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية ، وقرارات مجلس الامن ، الا ان التنازل الاصلاحي جاء في وقت متأخر، لان الحوثيين قد حسموا امرهم بالدخول الى صنعاء وفرض سيطرتهم عليها بالاتفاق مع علي عبدالله صالح .
وهذا احد الاسباب التي جعلت قيادات الاصلاح وعلي محسن الاحمر الى عدم خوض المعركة مع الحوثيين ، حيث قرروا الهروب مبكرا ، وترك هادي بمفرده ، في الواجهة ، وجميع الخيارات محسوبة عليه ، ( استسلام او القتال ) .
هروب هادي الى عدن ، والاحمر الى الرياض ، وسيطرة الحوثيين وقوات صالح على صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية ، بكل يسر وسهولة ، وهذا يدل بوضوح ان تسليم صنعاء لعبدالملك الحوثي وشريكة علي عبدالله صالح كان بقناعة وموافقة التجمع اليمني للإصلاح وشريكه هادي .
المفاجاءات التي لم تخطر على بال الشرعية والانقلابين هي :
1- التدخل المفاجئ لدول التحالف العربي بالحرب .
2- الانتصارات التي حققها ابناء الجنوب على الحوثه والعفاشية خلال فترة وجيزه .
لهذة الاسباب عاد الاصلاح الى واجهة الشرعية .
وعودتة الى واجهة الشرعية لاتعني الغيرة على صنعاء والحرص على تحريرها من المليشيات الحوثية .
بل عودة القيادات الاخوانية والاصلاحية الى المشهد السياسي من الخارج بعد ان تمكن ابناء الجنوب من تحرير ارضهم ، وهزيمة الحوثه والعفافشة في الجنوب تعد هزيمة لكل الاطراف الشمالية ، ولهذا السبب يعمل الاصلاح والاطراف الشمالية في الشرعية على الهدف الاستراتيجي الاول وهو تحرير الجنوب المحرر، وتأتي صنعاء في أخر قائمة اهتمامهم . واهل مكة ادرى بشعابها .( كلام اعصبوا علية ) .
فيصل السعيدي
4 أكتوبر2019م