أولا يجب ان نعلم إن هناك عاملين اساسيين يؤثران على حياة الإنسان أي إنسان في هذا الكون ، وهما النص الديني والعقل ، والنص الديني لا يتغير ابدا كاركان الإيمان وأركان الإسلام وتحري الحلال من الرزق وعمل كل ماهو خير والانتهاء عن كل ما هو شر ، فهذه أمور لا تتغير بالزمان ولا بالمكان ولا باختلاف الأوضاع السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافية .
أما بالنسبه للعقل فهو أداة التمييز الادراكي التجريبي ، وهو يتأثر بالزمان والمكان والأوضاع السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافية ، وهو أداة التمييز التي منحنا إياها الله من أجل استخدامها في كل الأمور بما فيها النصوص الدينيه التي لا تتغير ، لأن هذه النصوص غير مكلف بها إلا من لديه عقل ولا يمكن الإيمان بها واتباعها إلا من قبل من لديه عقل .
فلو نظرنا إلى الوضع اليمني على أساس منطق العقل ، لوجدنا إن العقل اليمني لايعمل ، وهذا ما تظهره القضايا المنتصبه أمام العقل اليمني على الساحه اليمنيه .
فمثلا قضية السلطه ، كلنا نفهم أن العقل يقول أن حلها الطبيعي يتمثل في ، انتخابات حره نزيهه ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع ، من أجل ضمان التداول السلمي لسلطة .
ثم قضية الجنوب ، كلنا نفهم أن العقل يقول إن حلها هو استفتاء حر ونزيه للجنوبيين على البقاء ضمن الجمهوريه اليمنيه أو الخروج منها .
ثم إن قضية الفساد والإرهاب وفشل الدوله ، كلنا نفهم أن حلها هو استعادة دولة النظام والقانون والحريه والعداله والمساواة والأمن والسلام والاستقرار والديمقراطية .
لكنا نجد إن نتاج العقل اليمني من الحلول التي يراد بها حل مثل هذه القضاياء ، هو عكس منطق حلول العقل الطبيعي للإنسان .
سالم هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه 24 9 2019