تُقام الدول وتنهض بالقوة أولاً، فالضعيف سيتم سحقه عند أول صراع

قال كاتب سياسي أن تكون قوي مسيطر على الأرض ولك هيبة مع بعض الأخطاء والتجاوزات، خيراً الف مرّة من أن تكون ضعيف بلا هيبة ولا وزن وإن كنت مثالي لا تُخطئ أبداً..!

شيئ من الجنون

وقال الكاتب الشبواني " محمد حبتور" في موضوع تلقاه موقع "شبوه برس" ووسمه بـ "شيئ من الجنون" ويعيد نشره وجاء فيه :  تُقام الدول وتنهض بالقوة أولاً، فالضعيف سيتم سحقه عند أول صراع، والقوي وحدة من يأتي العالم ليستمع له، معادلة كان الحوثي مدركاً ومتيقضاً لها منذ البداية، ولذلك تتهافت الدول اليه، وتتوالى المؤتمرات والحوارات والمفاوضات وهو طرف رئيسي فيها، ويحصل على التنازلات ويحقق الإنتصارات السياسية يوماً بعد يوم..!

لم يترك الحوثي لخصومه مكان، ولم يسمح لهم أن يتنفسوا في أماكن سيطرته وتواجده، ولذلك تجد أنه يركِّز كل جهوده في تثبيت مشروعه وفرضه شمالاً، فلا تهديد يشغله في العمق، وكل التهديدات على حدود مملكته وأرضه التي يحكمها بقبضة من حديد..!

في هذا الوقت، انشغل قادة الشمال وإعلامه وأحزابه ومثقفيه بالتآمر على القضية الجنوبية وتشويهها، وأهتموا بالمهاترات ومهاجمة الجنوب وأبنائه وقادته، وعملوا على شيطنة المقاومة الجنوبية والنُخب والأحزمة الأمنية، تاركين الحبل على الغارب للحوثي الذي يدق مداميك دولته ويتعمَّق في غرسها يوماً بعد يوم في الشمال..!

في الجنوب، تحولت محافظاته إلى ساحة صراع على السلطة، فالهاربين من الشمال يريدون فرض سيطرتهم على سلطة المحافظات المحررة، ولأنهم لا يؤمنون بالشراكة، كانوا يفتعلون الأزمات ويعرقلون أي فرصة للنهوض أو التنمية في تلك المحافظات، فقط لإحراج خصومهم وتحييدهم عن مراكز ومفاصل صناعة القرار، حدث ذلك، ولايزال يحدث في عدن وحضرموت وشبوة..!

ولأن السواد الأعظم من شعب الجنوب لا يؤمن ولا يثق في شرعية الهادي وحكومته الفاسدة، كان لا بُد من حسم الأمور جنوباً لمصلحة الطرف الذي يَحظَى بقبول شعبي، ولذلك ننادي بضرورة الحسم جنوباً، فلا يُعقل أن نترك عدونا الذي يتآمر علينا مسيطراً على مفاصل الدولة ومواردها وإداراتها، تلك الموارد التي يستغلها لقتلنا وتحطيم وتشويه مشروعنا وقضيتنا، وتلك الإدارات التي يُعذِب بها أهلنا بعدم توفير الخدمات وأختلاق الأزمات..!

علينا إظهار قوتنا للجميع، فالهيبة وحدها تجعل منك نداً وخصماً لا يُستهان به، وما أكثر خصومنا وأقذرهم، في شبوة، فرضت النُخبة الشبوانية هيبتها في أيامها الأولى، فأدرك الجميع أنها جادة في تثبيت الأمن، وكان لها ما أرادت، وحققت نجاحات كبيرة لا ينكرها الا جاحد أو كاذب أحمق..!

استمرار سيطرة أطراف مختلفة وتواجدها الظاهر في مدينة أو منطقة واحدة، يعني استمرار وجود الثغرات الأمنية والمصالح المتضاربة، وكل ذلك يضر ويؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في تلك المدينة أو المنطقة، وخير مثال ودليل على ما نقول، هو ما يحدث في مدينة عدن..!

للوصول للحل، نحتاج لشيئ من الجنون أحياناً، وكان أجدادنا يقولون "قدّم المجنون وأتبعه"، فالتعقُل وضبط النفس والتكتكة المبالغ فيها تفقدنا الزخم الثوري والحماس المشتعل، وهي عوامل نصر أن أحسنا توظيفها..!

((يجب علينا إنتزاع الحياة، من براثن الموت))