علينا التفريق بين الحلم والواقع ..
من السهل أن تحلم وتبني قصورا شامخة في الفضاء، لأن الأمر يعود إليك ويعتمد على خيالك الخاص بك انت ، لكن من الصعب أن ترى أحلامك تتحقق على الواقع ولو بالشيء اليسير .
للأسف الشديد وأقولها بحرقة نحن معشر الجنوبيين على رغم الشجاعة والبذل والعطاء والتضحيات إلا أن تفكيرنا سطحي وتغلب علينا العاطفة ونمتاز بالتسرع في إصدار الأحكام في كل أمور الحياة بما فيها السياسية .
نستطيع كشعب أن نتوحد على الهدف لأن الجميع مستهدف بحقه وماله وكرامته وحريته ، وأيضاً عرضه وكلنا يعرف ولا نحتاج للتذكير، وفعلا استطاع الشعب رفض الظلم والهيانة وخرجوا بصدور عارية لمواجهة جبروت حكام صنعاء ، وتحدوا الآله العسكرية فسقط الشهيد تلو الآخر وتعرض آلآف منهم إلى الإصابات وزج بعشرات آلآف بالسجون ، رغم ذلك استمرت شعلة الثورة متقدة ، ولم يستطيعوا إخمادها .
وإذا حصلت نوع من العثرات فأسبابها تعود إلى أفراد مصابين بمرض الزعامة والقيادة ، لا أنهم تركوا الشارع يختار قيادته التي هي في الأصل بالميدان ، ولا أنهم استطاعوا سرقة الثورة بأخلاق شبه مقبولة ومقنعة للجميع ، وهذه العقدة المتوارثة كفيلة بضياع الحق الجنوبي أو إضعافه ، والعبرة في الخواتم .
وتعدد الأطراف الجنوبية التي ترى أنها تمثل الجنوب وقضيته ماهي إلا أطراف تبحث عن مصالحها الشخصية في المقام الاول ، ولا تغركم الشعارات والعلم الجنوبي الذي يتم استغلاله في أبشع صور النفاق السياسي ، وأنا هنا لا أوجه الاتهام إلى طرف بعينه لان الجميع يتحملون مسؤولية ضياع الجنوب لا سمح الله ,لان الكل يلهث وراء المناصب والأموال وكذاب مليون كذاب من يقول غير ذلك ، واللعبة تبان من خلال إقصاء ثوار الميادين من قبل جميع الأطراف وعدم التعويل عليهم ظنا منهم أن الوقت قد حان لقطف الثمار ، وبالتالي لا حاجة للثوار .
فيصل السعيدي