نحن اليوم نخوض التجربة والعملية الحوارية ومن المفترض ان نكون قد تعلمنا - من تجارب التاريخ بما فية الكفاية عن مخاطر مثل هذا الخطاب وهذه الفتاوى وهذه الدعوات التحريضية وادركنا كيف يكون العقيدة الدينية منطقها الخاص وقوتها التدميرية الهائلة حين يتم تو ظيفها بعيدآ عن رسالتها الحضارية الانسانية وقيمتها واهدافها وتسخيرها في خدمة اهداف ومصالح سياسية دنيوية او تحويلها الى اداة من ادوات السياسة القذرة لحسم التباينات الاجتماعية او الثقافية وصراعات المصالح مع الاخر الذي تؤول مواقفة ومطالبة وحقوقة ومشاريعة ورؤاه السياسية من قبل مثل هكذا رجال دين بانها خارج سياق الدين ودعوات للخروج عن الجماعة والطاعة والكفر.
الامر الذي يجعل الخصم امام خيارين لا ثالث لهما اما التسليم بمنطق وخيارات ومصالح هؤلاء الدعاة والمثقفين وما يسمونه عودة الى الرشاد وصحيح الدين واما اطلاق تعبير الجهاد ضده با سم الدين .
فلا وجود عند هؤلاء للحوار والخيارات التوافقية كمالا وجود في قاموسهم وثقافتهم ونهجهم للديمقراطية والحوار - وسلطة الشعب وخياراتة حين تكون مناقضة مع مشاريعهم السياسية.
لقد ان الاوان ان نتعظ من تجاربنا الحية ومن المآسي والدمار والحروب التي عشناها وانتهاج خطاب ديني يجسد قيم الدين الحقيقية ورسالته القائمة على الوسطية والاعتدال واصلاح شان الامة عملآ بقول الله سبحــــــانه وتعالى (((ادع الى سبيل ربك با الحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احســـن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم با المهتدين ))) اية (125) النحل