من تاريخ "الجنوب العربي" القديم : دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني

2019-07-29 09:10
من تاريخ "الجنوب العربي" القديم : دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني
شبوه برس - خاص - عتق

 

يحدث خلط كبير ومغالطة في سرد التاريخ الحميري للأسف  واعتباره جزء من التاريخ السبئي فيما هو امتدادا للتاريخ القتباني وقد يكون للتاريخ الأوساني لما بين قتبان وأوسان من تقارب كبير وقتبان هي من ورثة الوطن الأوساني بعد القضاء على أوسان .

 

دليلنا على ذلك هي النقوش السبئية ذاتها التي لم تعتبر حمير قط جزء من سبأ بل كانت تصفهم خلال حروب سبأ وحمير بولد عم وهو وصف تاريخي ثابت غير قابل للشك لأبناء قتبان ولمن أراد التأكد أكثر فليراجع نقوش الملك السبئي الشرح يخضب ( جام  567 و جام 589 ) والتي يتحدث فيها عن حروبه مع ملوك حمير ( شمر ذي ريدان و كرب آل ذي ريدان ) ووصف الحميريين في نقوشه بولدعم .

 

ودليلنا الآخر هو من النقوش الحميرية فبعد أن أنتصرت "حمير" على سبأ بعد صراع طويل و ضمتها لملك "حمير ذي ريدان" وتلقب ملوك حمير بملوك سبأ وذي ريدان وفيما بعد حضرموت ويمنت بعد ضم أجزاء من حضرموت والسواحل الجنوبية لمملكة حمير نجد أن سبأ بقيت كقبيلة في إطار المملكة الحميرية لها أقيالها وزعمائها أمثال ( لفعثت يشع بن مرحبم ) والذي كان زعيم سبأ في عهد الملك الحميري  (ذمار علي) وفي طاعته وقد شارك مع الجيش الحميري كزعيم لسبأ في حرب حمير مع حضرموت في عهد الملك ( ذمار علي ).

 

أيضا نجد إشارة أخرى يذكر فيها الملك الحميري ( شرحبيل يعفر بن أبكرب أسعد ) في نقشه الخاص بترميم سد مأرب في عهده وكيف شاركت القبائل الخاضعة له في عمل الترميم وذكر سبأ بشكل مستقل إلى جانب حمير وحضرموت.

 

كل ذلك يؤكد حقيقة أن "حميـر" كيان مستقل بحد ذاته وما يتحدث به البعض كحقائق ثابتة إنما تنم عن ثقافة النقل وعدم التوسع والتعمق أكثر في الإطلاع والقراءة فالباحث البسيط سيستنتج ما ذهبنا إليه بقليل من الدراسة المتحررة بعيد عن المسلمات التي لا يجب الحديث عنها .

 

*- بقلم : علي محمد البعسي ـ عتق شبوه