المطالبة بالإستقلال لا تتحقق بالتبعية للأجنبي

2019-06-16 21:25

 

الحرية لا تتحقق إلا بإكتمال أركانها ومن اهم تلك الدعائم حرية  واستقلالية القرار والممارسة دون وصاية فإذا لم يتحقق هذا العامل ستكون الحرية ناقصة ولايمكن تسميتها حرية .

 

طلب الدعم من اجل (الإستقلال والحرية) بكافة اشكاله مباحا وليس فيه ضير , ولكن يجب ان يكون هذا الدعم غير مشروط بالتبعية والوصاية وأخذ الموافقة على كل كبيرة وصغيرة قبل اتخاذها .

 

لذلك فإن حرية الشعوب واستقلالها لا تقبل المساومة فإما ان تكون مكتملة الجوانب والأركان او لا تكون .

.. وبخصوص الدعم يجب ان نكون واقعيين لأنه في كل الأحوال فإن الحصول عليه دون مقابل وبدون قيود غير ممكن وهذا شيء بديهي ومعلوم , ولكن مكمن الخطر في التدخل في القرار السيادي وممارسة الضغوط من اجل تنفيذ اجندة تخدم الخارج وهذا فيه ضرر كبير لحرية الفرد والمجتمع فلا فائدة في استبدال محتل بمحتل او وصي بوصي آخر .

 

قضية الجنوب تتقاذفها امواج الحرب الحالية ويتجاهلها التحالف والمجتمع الدولي فهي غائبة تماما عن الأمم المتحدة . والتحالف لا يتذكر الجنوب إلا اذا احتاج مقاتلين في الجبهات وهذه مفارقة عجيبة وغريبة .

 

ما نود قوله بمفهوم العبارة ان التبعية وقبول الوصاية من اي جهة خارجية فيما يخص استقلال الجنوب في الوقت الحاضر مضيعة للوقت وضحك على الدقون فلا يمكن لأي طرف في الإقليم فرض أمر واقع في ظل الحرب القائمة الآن التي ترعاها الأمم المتحدة وتسيرها وتشرف عليها لمصلحة الدول الكبرى .

 

في الجنوب مرت حوالي اربع سنوات ونصف على دحر القوات الحوثفاشية . لم نرى اي نية لدى التحالف لدعم استقلال الجنوب المزعوم !!

شخصيا اتفهم هذا الوضع واعلم انه ليس بمقدور السعودية والإمارات فصل الجنوب عن الشمال في ضل الحرب التي يشتركان فيها من اجل ( استعادة الشرعية اليمنية) ومن يعتقد ان لديهما القدرة على ذلك فهو واهم او مكذوب عليه . كما ان مطالبة الجنوبيين بفرض أمر واقع واعلان دولة مستقلة سيكون مصيره الفشل .

.. الحرب في اليمن جزء من حروب المنطقة , وانهائها مرتبط بحل شامل متى ما أرادت امريكا وحلفائها الكبار ذلك . ومن المؤكد ان تلك الحرب وهذا التحالف لم يأتي من اجل فصل الجنوب واستعادة دولته كما يزعم البعض .. هذا هراء !! الحرب فرضتها أجندة دولية واستوجبتها مصالح دولية ضمن مؤامرة كبرى تستهدف الإسلام وتمزيق الوطن العربي في مسلسل تآمري رهيب بدأ (بالطاغية!! صدام حسين) رحمه الله ولن ينتهي بالبشير !! .

 

.. قضية الجنوب وجدت قبل التحالف وستبقى بعده الى ان يتحقق النصر اذا عرف الجنوبيون طريقه الصحيح وهو بالتأكيد ليس عبر تبديل متبوع بآخر .. فإستقلالية القرار السيادي السياسي دعامة اساسية للحرية والاستقلال . والتبعية والإرتهان للخارج دائما يكون مرتبط بمصالح الأجنبي . وحيثما وجد مصالحه سيكون ! متجاهلا مصلحة الجنوب وشعبه ولنا فيما مضى عبرة لما هو آت .

 

والسلام