باقي الطلقة الأخيرة

2019-04-24 07:21

 

لعل مقادير الله عزوجل تسوق لنا الفرج ونحن لاندري يقول جل وعلا

( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون)

 

في الشمال تبدوا المواقف مختلفة عنها في الجنوب وإن ادعوا انهم يريدون تحرير الشمال من الحوثي فخياناتهم تفضحهم  لم تعد الشرعية ذات ماكانت شرعية الدولة القائمة على الوحدة فقد أصبحت  تحت اقدام الخيانات الشمالية ،تحتضر دولة الأقاليم الستة  تحت ذات العقلية الهمجية التي لاترى في الجنوب إلا تابع تحتضر الوحدة ، وفي كل يوم يمر يبدو مسلك الانفصال ظاهرا على الأرض وفي الثقافتين المختلفتين لشعبي الجنوب والشمال وفي الحواضن الشعبية القابلة لفكر الحوثي في الشمال والطاردة له في الجنوب....

 

أيضا الضغط الدولي على عدم خوض معركة الحديدة هو عنصر مهم يفيد الجنوبيين ولايضرهم ، مسألة تأكيد الحواجز النفسية أتت من الخارج أكثر منها من الداخل التي تترجم بحواجز واقعية بين الشمال والجنوب على الأرض ، فلو دخل الجنوبيين الحديدة ربما كان نصرا يضاف للشرعية فتثبت أقدامها لترسيخ الوحدة ..

 

حزب الإصلاح هو كذلك بعنجهيته وارهابه وخياناته المتكرره قد قدم خدمة جليلة للجنوب من حيث لايشعرون فليس في الأمر ذكاء من خلال خياناتهم إنما خبث يضاف إلى رصيدهم في عالم الخيانة المستمر منذو اندلاع الحرب وتطويعهم للشرعية تحت جناحهم قد وضع اللمسات الأخيرة في انفصال حقيقي على الأرض ..

فلو تقدمت قواتهم إلى صنعا وأسقطتها  لربما ضاعت حجة فك الارتباط واستعادة الدولة على اعتبار أن الجميع تحت سلطة الشرعية والبدء بعقد جديد للوحدة سيكون حتما على هوى القوى الشمالية ويدفع الجنوبيين ثمن انتصارهم للشرعية الجوفاء....

 

بقاء الوضع على ماهو عليه بل زاد من تقوية الحوثي على حساب الشرعية المهترئة التي يتحكم بها حزب الإصلاح خدم الجنوبيين إلى أبعد حد وولد قناعات إقليمية ودولية باستحالة استمرار الوحدة ، هذه القناعة أيضا تولدت عند الشخصيات والقوى المعتدلة في الشمال...

 

بقاء الوضع على ماهو عليه دون تقدم في المناطق الشمالية سحب البساط من تحت أقدام الشرعية فلم تعد الشرعية ذاتها التي تتحدث عن حكم البلد الواحد العالم ليس بالغبي إذ يدرك جيدا من هي القوى الفاعلة على الأرض وبالتالي تسير خطط المجتمع الدولي نحو الهدف المرسوم في أنها الوحدة بالطريقة التي تجعل من الحواجز النفسية حواجز حقيقية على الأرض وإبراز شكل الهويتين والثقافتين للشمال والجنوب،  وجميع الشماليين قدموا لهذا الهدف خدمات جليلة دون أن يشعرون ظانين بهمجيتهم المعهودة انهم يحافظون على وحدة لفظت أنفاسها منذو ثلاثون عاما ....

 

ذات الغباء المتحكم في عقلية الشماليين خدم الجنوب إلى أبعد مدى وهم سائرون اليوم في استعادة حقهم تلك الأموال التي انفقوها في التفريق بين الجنوبيين لم تجدي نفعا فهاهو ابن أبين الأبية يقاتل مع أخيه الضالعي في مريس وابن شبوة في يافع....

 

فكلما أنفقوا المزيد من الأموال ودأبوا على زرع الفتنة تشبث ابنا الجنوب جميعا بالأمل العظيم الذي لن يطول انتظاره ...

 

الشرعية المهترئة سلمت إرادتها لحزب الإصلاح منذو قيام عاصفة الحزم وكل يوم يمر يقوى فيه حزب الإصلاح الإرهابي ويطوع الشرعية لمصلحته يخسر الكثير جنوبا ويقوي الجنوبيين على أرضهم  حتى وصلت الشرعية إلى اللحظة الأخيرة من الرمق المميت أن سلمت كل مفاتيحها للقوى الشمالية في مهزلة سيئون الأخيرة وضعت آخر اللمسات لوجودها جنوبا ومابقي عند الجنوبيين إلا الطلقة الأخيرة البائنة يرمونها في وجه الشرعية فيسرحونها بأحسان إلى منزل أهلها في الشمال ... من خلال ماهو حاصل على الأرض في الضالع ويافع ومكيراس وشبوة على الحدود الدولية الحقيقية في حرب أضحت يقينا عند القاصي والداني انها حرب شمالية جنوبية بين هويتين مختلفتين في الفكر والثقافة والعقيدة والأخلاق هي اليمن والجنوب العربي ........

✍  محمد صالح عكاشة