تناقشت مع أحد الأخوة في إحدى المواقع الإلكترونية، و كان يمدح ذكاء الصحفي فتحي بن لزرق، فكنت مستغرباً كيف يمدح فتحي و هو من يمدح مجرماً حكم اليمن 33 عاماً و كان هو و أسرته ضد الشعب، و من جهة أخرى يمدح الرئيس هادي الذي قرر ان يزوره و في دقائق تمكن من الجلوس إلى الرئيس و شرح لفتحي كيف ان لهادي افضال على الشعب الجنوبي و فتحي الجنوبي صدّقه، و ابلغ الجنوبيين بتلك الرواية.
ماذا تسمّون هذا، هل هي حصافة ام نفاق، و كيف يمدح النقيضين؟
...
لا أعرف لماذا ربطت في ذهني بين فتحي بن لزرق، و يسري فودة الإعلامي المصري الشهير، صاحب برنامج "سري للغاية"، انهما يقدمان عملاً مهنياً يبدو في البدء بأنه ناجحاً، و لكن بعد عرض عملهما يشتم فيها الإنسان رائحة إستخباراتية ليست بعيدة عن الشُبهات.
...
كيف أخترق فتحي دار الرئاسة و قابل هادي بمجرد انه قرر في ذلك اليوم مقابلته، و هو في القاهرة و الرئيس في الرياض، و كيف استطاع يسري فودة ان يخترق كهوف القاعدة في تورا بورا و أجرى مقابلتين قويتين و خرج من هذه الكهوف بسلام.
الرئيس هادي ينتظروه كبار الساسة اليمنيين بالشهور ليوافق مدير مكتبه للزيارة او رفضها، و فتحي بمجرد ان قرر و هو في إحدى قهاوي حي فيصل بالقاهرة ركب الطائرة و ذلف على مكتب الرئيس.
أما يسري فودة و بعد احداث 11 سبتمبر 2001م إخترق القاعدة، و ذهب لمقابلة خالد محمد شيخ و رمزي ابن الشيبة، اهم المطلوبين لأهم جهاز مخابرات في العالم «سي.آي.ايه»!!؟؟
مَن مِن اصدقائنا الأفاضل يستطيع ان يفسر لنا هذه القوى الخارقة؟
...
دعوني اعترف ان لدى يسري فودة أدوات تفوق أدوات فتحي بن لزرق، او ان الفرص لم تحن لفتحي، و لكن خُبث فودة عندما ذهب لأمير قطر، و ابلغه انه نجح بإجراء المقابلتين، و لكن هناك من سرق الأشرطة، و طلب ان يسلم قناة الجزيرة الأشرطة إذا استلم مليون دولار، فوافق الأمير، و اعطى لفودة مليواً آخر من الدولارات نظير نجاحه.
هكذا كانت مساومات يسري فوده.
...
إستلمت قطر الأشرطة و مَنتجتها بالتعاون مع المخابرات القطرية حتى يخفون اي دليل يستدل به الامريكيون عن موقع المقابلة، و عُرضت المقابلتان على قناة الجزيرة، قبض يسري، و غادر قطر، بل و غادر قناة الجزيرة إلى الأبد.
شاهد الجميع المقابلتين لخالد شيخ و رمزي ابن الشيبة، و في نفس اللحظة في مكان آخر من العالم كان مدير المخابرات الأمريكية يراجع اللمسات الأخيرة مع كبار مساعدية للهجوم و القبض على الشخصين، و كان الصيد ثميناً.
فهذه هي المبائ و الأمانة الإعلامية الذي يتمتع بها الشخصان.
الخلاصة:
ـــــــــــــــ
عزيزي فتحي لا تغضب من تحليلي و مقارنتك بيسري فودة، و سأكون سعيداً ان اردت ان تجوّب.
تحياتي لك و للجميع.
الدكتور علي محمد جارالله
24 مارس 2019م.