ما أن تمضي عدة أسابيع أو عدة أشهر إلا وخلالها نلاحظ ازدياد غير مسبوق من قبل دول الإقليم و المجتمع الدولي في رغبتهم وقناعتهم بضرورة استعادة دولته عن طريق فك الارتباط بينه وبين الشمال ، تلك القناعة قد لحظت في توجه تلك الدول الكبير والمستمر نحو المجلس الانتقالي الجنوبي.، المتمسك بهدفه الواضح والظاهر لجميع الناس داخليا وخارجيا ، الذي ليس فيه شك ولا انحراف المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية ، وذلك من خلال العلاقة القائمة حاليا بين دول الإقليم والعالم وبين المجلس الانتقالي ، المعبر عنها بما هو كائن بينهم من نشاط سياسي ديبلوماسي ودعم مادي وتحالف عسكري ودعوات زيارة لتلك الدول ، كالدعوة التي وجهت إلى الزبيدي من قبل مجلس العموم البريطاني بلندن ، التي فيها سيكتشف مركز السياسة الخارجية البريطانية موقف شعب الجنوب الحقيقي من ماتسمى الوحدة اليمنية أو ممايزعمون حاليا تسميته باليمن الإتحادي وأقاليمه الستة .
ذلك الموقف الجنوبي الحقيقي المطالب باستعادة دولة الجنوب ، سيكون ماثلا أمام مجلس العموم البريطاني ، الذي له ياما حاولت جميع انظمة الشمال ومكوناتهم السياسية بمن فيهم ماتسمى اليوم الشرعية تزييفه وتغيير حقيقته أمام المجتمع الإقليمي والدولي ، لكنه اليوم سيتجلى واضحا وبحقيقته أمام مجلس العموم البريطاني ومن لسان الثائر المقاوم عيدروس الزبيدي ، ولن تكون لندن هي الآخيرة في الدعوة ، بل ستكون لقيادة الانتقالي دعوات زيارة كثيرة وقريبة ومن مختلف دول العالم .
طبعا تلك الرغبة والقناعة الإقليمية والدولية في حتمية استعادة الجنوبيين دولتهم التي باتت اليوم تلوح في الأفق ، لم تفتعلها عاطفة تلك الدول ، أنما هي المصالح والمخاوف الأمنية والإنسانية و الأقتصادية التي قد تصيب دول الإقليم والعالم ، إذا لم يكن الجنوب دولة مستقلة وذات سيادة ، لذلك فهم اليوم يرون ضرورة الاعتراف بدولة جنوبية قائمة بذاتها ، وستكون لهذه الدولة مهمة الحفاظ على بقاء المصالح الدولية ، وأيضا هي التي ستستطيع تخليصهم من تلك المخاوف ، ويكون ذلك بدعم منهم ، خاصة وأن هناك دول آخرى على علاقة قوية باطراف شمالية كالإخوان والحوثي ، تحاول وعن طريق تلك الاطراف السيطرة على موقع الجنوب الإستراتيجي ، وهذا سيجعل دول الإقليم والعالم في خوف مستمر وفي تهديد دائم .
كما أن تلك القناعات الدولية قد أتت عندما وجدت في الجنوبين شجاعة وإخلاص في محاربة القاعدة وداعش ، المتكونة في الجنوب بفعل نظام الشمال السابق الذي كان يمثله صالح وعلي محسن ، ثم تحالف صالح والحوثي المنقلب على دولة هادي ، وأيضا عندما وجدت تلك الدول صدق في الجنوبين في أن يكونوا دولة قوية محترمة محافظة ضمن دول الأمم المتحدة ، وهذا قد ثبت بالقول والفعل على الواقع الجنوبي منذوا تحريره من الحوثي إلى اليوم ، رغم الكيد المستمر من كل اطراف الشمال التي استمرت بدعم خلاياها النائمة في الجنوب لتثبت غير ذلك ، إلا ان الجنوبين وبالتعاون مع التحالف استطاعوا طرد تلك الأدوات الإجرامية التخريبية ، واثبتوا للعالم من أين كانت تأتي تلك الأدوات ومن يدعمها .
إذا مسألة الجنوب إقليميا ودوليا قد تولدت فيهم القناعة في أهمية قيام دولته ، بعد ان وجدوا فيه شعب ورجال يرتكن عليهم في الحفاظ على جميع المصالح الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية العالمية .