هذا هو عبدالناصر
رواها حسن عباس زكى وزير المالية فى عهد جمال عبد النشر في الأسبوع أونلاين يوم 04 - 10 - 2017
عندما كنت رئيسًا لبنك مصر اتصل بى ذات مرة سامى شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر وطلب منى الحضور لمقابلة الرئيس..
وذهبت وأنا أرتعش وقلت لنفسى: لماذا يطلب الرئيس عبد الناصر مقابلتى شخصيًا؟!
وعندما دخلت عليه وهى المرة الأولى التى أقابله فى حياتى وجدت فى عينيه بريقا لم أره فى حياتى فى أى انسان وله شخصية تهز من أمامه..
وقال لى: أجلس يا حسن..
فجلست وقلت له: خير يا ريس..
فقال لى خير يا حسن ثم سألنى: لو موظف كبير فى الدولة أراد أن يعمل سلفة (قرض) من البنك إيه هى الإجراءات؟
فقلت له: يا ريس مين ده الموظف اللى سيادتك جايبنى هنا وبتوصى عليه شخصيًا أكيد شخص يهمك؟
ففوجئت به يقول: أنا!!
قلت له: سيادتك يا ريس؟
فقال لى: أيوه مش أنا موظف فى الدولة وباخد 500 جنيه مرتب..
المهم رديت عليه: حاضر ياريس ، وحسبت له القرض طلع 7200 جنيه
فقال لى بس أنا عاوز 10000 جنيه علشان هاجوز بنتى وفيه أشياء أخرى تحتاجها عائلتى..
فقلت له ممكن لما يبقى الشخص مضمون نرفع مبلغ القرض، وسيادتك رئيس الجمهورية.
وطلبت من جمال عبد الناصر صورة البطاقة العائلية واستمارة طلب قرض موقع منه فأمر عبد الناصر بإحضار المطلوب من السكرتارية ثم وقع على استمارة طلب القرض شخصيا ، فأخذت الأوراق وانصرفت.
وذهبت للبنك وثانى يوم عند الظهر كانت الفلوس جاهزة وتوجهت بها لمكتب سامى شرف.
جلست لحظات فى مكتبه فوجدت المشير عبد الحكيم عامر قادمًا وكان يعرفنى شخصيا ثم قال لى: حسن زكى ؟ بتعمل ايه هنا ؟ فاضطررت اقول له القصة باختصار.
فهاج عامر وقال لى: ناصر يستلف!! ده أنا عندى ميزانية فى الجيش مفتوحة أعطيه منها ما يريد، ودخل عامر لعبد الناصر وأنا واقف أنتظر ما يسفر عنه لقاؤهما، فوجدت عبد الناصر ينظر من فتحة الباب وأشار لى وقال: تعالى يا حسن..
ووضح أنه رفض عرض عامر له.
فدخلت وأعطيته المبلغ ومعى استمارة استلام النقدية أخذها منى ووقع عليها وسط ذهول عبد الحكيم عامر.
وانصرفت بعد أن شكرنى كثيرًا..
هذا هو عبد الناصر الشريف المخلص.
تخيلوا رئيس الجمهورية يستلف مبلغ علشان يجهز عفش بنته!! وتحت إيديه أموال الدولة كلها ولكنه كان رئيسا شريفا وأمينا ومخلصا لبلده..
واستكمالا للقصة وبعد حوالى شهرين كان جمال عبد الناصر يشكل الوزارة فوجدت مكتبه يتصل بى: احضر لمقابلة الرئيس وذهبت..
فقابلنى جمال عبد الناصر وقال لى أنا مرشحك وزيرا للمالية ايه رأيك؟
فقلت له بس ياريس أنا عندى 40 سنة يعنى لسه سنى صغير.
فقال لى: انت ممتاز يا حسن وقد سمعت عنك كل خير وانا مبسوط منك من يوم القرض فأنت سمعت كلامى ونفذته مباشرة ولم تعرض علىّ حلولًا أخرى فأخذت عنك انطباعًا انك انسان جاد ومخلص وشايف شغلك ، وأنا عاوز واحد شايف شغله علشان يظبط لى الميزانية..
وفعلا فى أول سنة عملت وزير مالية فيها حققت الميزانية فائض 35 مليون جنيه وكان مبلغا كبيرا أيامها.
رحم الله الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر.
*- مصرس