الجنوبيون ‘‘هكذا غالبا‘‘ تجد الكثير من كتاباتهم تستعمل هذه اللفظة ولاتقترب من اللفظة الشعب الجنوبي كتلازمية لصفة الجنوب والتي قد تم طمسها بطريقة ممنهجة منذ العام1970م..
لاشك ان غياب البعد الوطني لدى قومنا الجنوبين قد جذر البعد المناطقي وبعدها الانا في العمق الثقافي والوجداني للانسان الجنوبي الذي تعرض للاقصاء والتهميش منذ زوال ممالكة العظيمة قبل اكثر من الف وخمسمائة سنة كما تعرضت الكينونة الجنوبية هي الاخرى لدفعها الى الخلف لصالح الثقافة الاسلامية التي اعتبر دعاتها كل ماهو قبلها من مخلفات الكفار - رغم ان هؤلاء الكفار هم اجداد القوم المعاصرين- كما ان صفة الكفار على ماقبل الاسلام في الجنوب العربي ،وصف غير دقيق وظالم ، فالجنوب العربي على ارضه رست سفينة ابونا نوح عليه السلام ونزلت رسالات السماء قديما على نبي الله هود عليه السلام، ونبي الله صالح عليه السلام ،ومنها انطلق الملك الصالح الصعب مرتئد تبع ذو القرنين الذي مكنه الله في الارض ، وهذا الارت التاريخي قبل بزوغ فجر البعثة المحمديه على صاحبها افضل الصلاة والسلام ، ولفظتي الكفار، والجاهلية ، لاتنطبق على اهل الجنوب العربي -العرب الجنوبيون- الذي كانوا موحدين ويهود ونصارى وقليل منهم ممن هم وثنيين ،كما كانوا اهل حضارة ربما هي السبب في مايعانيه شعب الجنوب العربي اليوم من تنكر لوجوده وتنكر لحقه في العيش في ظل دولته الوطنية الجنوبية المستقلة اسوة بشعوب المنطقة وشعوب العالم .. ليس هذا فحسب بل ان التجزئة قد عمقتها دويلات مابعد عصري النبوة والخلافة الراشدة وعصر الامبراطورية العربية الاموية ، وبتقادم السنيين بعد تلك العصور الثلاثة ، اصبح ولاء الانسان الجنوبي ليس للوطن وليس للشعب وانما اقتصر الولاء للقبيلة ،والولاء للمنطقة ، والولاء للدين ، والولاء للعروبة ، رغم ان هذه الولاءات لاتتعارض مع الولاء للوطن ،والولاء للشعب، لكن مع مرور الازمان تعمقت واصبحت تلك الولاءات الضيقة ثقافة تعيش في الوجدان العاطفي المغرغ من التعليم او بمستوى محدود منه.. وكل تلك الظواهر وغيرها ادت الى غياب البعد الوطني لدى شعب الجنوب العربي رغم عراقته وشهامته وميله للتدين والاخلاق الحميدة ،ومن خلال هذا البحث الصغير فأنني احرض وادعو كل ذوي الهمة والعزيمة والمقدرة من ابناء شعب الجنوب العربي الى الغوص في اعماق التاريخ دون خوف او وجل لاكتشاف كنوز الجنوب العربي الثمينة واستجلاء حضاراته القديمة وتعميق الولاء لله اولا ثم لشريعتنا الاسلامية السمحاء النقية ، وثانيا تعميق الولاء للوطنية العربية الجنوبية بثقافتها الاسلامية المعتدلة ،وهو حق مشروع تعيشه كل شعوب الوطن العربي، فلا تعارض بين الوطني والديني والقومي والانساني، فكلها دوائر تكمل بعضها البعض دون التفريط بالاوطان او التحرر من الوطنية وتجريد شعب الجنوب العربي منها ..
الباحث/ علي محُمد السليماني – باحث