عندما أراد عدوُّنا تدمير بلدنا، شرع بهدم المؤسسات التعليمية، فبدأ بتهميش المعلم وحرمانه من حقوقه، الأمر الذي قاد إلى الاضراب العام، وإغلاق المدارس الحكومية، فترك معظم المعلمين المهنة التعليمية والتحقوا بالسلك العسكري بحثا عن لقمة العيش الكريم..
تزامن ذلك مع سماح السلطة للنافذين بفتح المدارس الخاصة، التي لا يلتحق بها سوى أبناء الأثرياء الميسورين، وذلك لارتفاع الرسوم الدراسية فيها.
بالتأكيد فإن سياسة التجهيل قد مكنتهم من هدم ركيزة أساسية كانت وما تزال المنقذ الرئيسي لبلادنا، وهو "التعليم".. وأوجدوا جيل ضائع يخنقه الجهل، وجيل آخر لا ينتمي إلى عامة الشعب من أبناء النافذين وأصحاب السلطة والمال.
ختاما.. لا يمكن لبلدنا أن ينهض بدون تعليم حتى وإن توفرت فيه كافة سُبُل العيش الكريم، فالبلد بحاجة لأصحاب العقول النيرة المشبعة بالفكر والمتسلحة بالعلم، حتى نتمكن من بناء ما تم هدمه من مشاريع تعليمية وتنموية.
قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}…
شتّان بين من يولي العملية التعليمية في بلاده أولوية قصوى لا تقبل المساومة، وبين من جعلها حاجة ثانوية لشعبه ثم تخلى عنها.