ضاع من ضيع بلاده

2019-01-09 08:00

 

قبل دقائق من كتابة هذه المداخلة، كنت استمع الى اغنية وطنية لفنان لحج الكبير (فضل محمد اللحجي) أحد نشطاء حزب رابطة ابناء الجنوب العربي في الخمسينيات الله يرحمه، بعنوان(ضاع من ضيع بلاده).

الخيانة والعمالة والارتزاق مزروعة أيضا في وجدان البعض ضمن ثنائية (الخير والشر ، والحق والباطل)، لكن مصيبتنا هنا في الجنوب ما يفعله بعض المطبلين في تبرير أفعال الخونة والعملاء والمرتزقة. فكثير من قيادات الحراك الجنوبي التي لمعت أسمائهم في فترات مختلفة انحازت الى مشروع الشرعية بعد أن كانوا أكثر النشطاء (شططا) في رفع راية استقلال الجنوب.

 

وزراء، نواب وزراء، وكلاء، سفراء، ذوي مناصب عسكرية وأمنية كبيرة...الخ ، اختاروا مواقعهم اللائقة بهم كأ ؟؟؟؟.

إلى هنا والأمر ليس غريبا، لكن الغريب ان ينبري بعض البسطاء ويتحركون بنزعة مناطقية ساذجة لتبرير خيارات تلك القيادات، بل ويبالغ البعض الى حد القول:

(انه من مصلحة القضية الجنوبية أن يعمل اولئك النفر من المرتزقة في داخل الشرعية، فتأثيرهم هناك افضل لشعب الجنوب ).

هذه المبررات السطحية من قبل البعض المحسوب ضمن الكتلة الشعبية الجنوبية التواقة والمناضلة من اجل استقلال الجنوب هي من تؤثر سلبا على حركة الثورة، لكنها ليست معيقه، فشرفاء الجنوب متواجدين في كل المكونات ومستقلين، بل ومتواجدين ضمن مكونات الهواء والماء والتراب الجنوبي، حتى شبابنا اللذين استغلوا فقرهم واستمالوهم  ضمن بعض التشكيلات العسكرية التي يقودها أعداء استقلال الجنوب، فعندما يكون الوطن على موعد مع وجوده ومستقبل ابنائه فلن ينحاز اولئك الابطال الا الى جنوبهم.وقد اثبت شعب الجنوب ذلك خلال كل المراحل الصعبة التي اجتازها وانتصر.

فلن يضيع في نهاية المطاف الا من ضيع بلاده على قول اللحجي الله يرحمه.

 

معذرة لبعض الالفاظ القاسية لكننا دفعنا دما غاليا ايها السادة، واولئك قد خانوا دماء فلذات اكبادنا.