في أولى جولات الحرب خرجنا منتصرين بفعل وحدة صفنا ومتانة عزائمنا وصدقنا مع الله ثم مع وطننا ومع بعضنا بعضا
لكننا ركنا بعدئذ الى السلم فطال بنا أمد الغفلة !.
غير أن من يجيدوا إتقان صناعة الحرب وإدارة تحولاتها المختلفة قد تسسلوا خلسة في عتمة من نشوة نصرنا الآني، فأصبحوا على حين غرة ممسكين بزمام مصيرنا المحتوم عبر كواليس شرعيتهم المشوهة !.
فما كان من شرعيتهم تلك الا أن تشرعن حربا جديدة على الجنوب وأهله ومقدراته، فأدارت ضهرها للمتمردين جهرة وخفية، واتجهت بكل ثقلها على أوجاع وجراح شعبنا، فأرقت بذلك صغيرنا قبل كبيرنا وأثقلت برعونتها كل كاهل منا وأدمت فظاظتها كل قلب ومهجة!.
لم يكن هذا إلا جانبا من الواقع المثخن بضروب الغدر والخيانة والمؤامرات التي ما انفكت تروي بصمت تحولات أحداث الحرب المعلنة على شعب الجنوب وتطور أبعادها وفقا لجميع المتغيرات على الواقع .
لا يجدر بنا كجنوبيين أن ننسى حقيقة أن الحرب ما تزال تحصد أرواحنا في كل ناحية وصوب، وتنكئ جراحنا كلما مرت دقائق الزمن دون فصل ولا تمييز !.
إن هذه الحرب ما تزال قائمة وإن جهلنا .. وإن غفونا.. أو مللنا كثرة التفكير حولها، بخلاف تفكير ذلك العدو الذي لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن ابتكار حيل المباغتة للإيقاع بنا مع كل لحظة تحرك أو سكون!.
والحقيقة المسلم بها اليوم هي أن الحرب ما تزال هي الحرب، وصراع الأعداء معنا لا يتوقف الا ليجد ما يمكنه أن يسقطنا به سقطة مميتة !.
ربما لا نستطيع عندها النهوض مجددا الا بعد فوات الأوان، ومن يدري فقد يطول سقوطنا الى الأبد .. فهل من مذكر ؟
وإن كنا نعيش بذاكرة وطنية مثقوبة !
#جلال_السعيدي
#عدن