• حقيقة واضحة لا تحتاج لمزيد جهد لإثباتها تتلخص في كون التحالف مقصر تجاه الجنوب شريك النصر في ظل واقع يمني تتنازعه صراعات سياسية تلقي بظلالها على الجانب الاقتصادي والأمني وباقي الملفات، لكن مطالبة الجنوب بفك الشراكة، يصنف من ضمن الأخطاء الاستراتيجية، فالجنوب ليس بمنأى من قوى الشرعية التي ستتلقف هذا الأمر وسنراهم يهرولون وحداناً وزرافات للارتماء في أحضان التحالف لتقديم أنفسهم كبديل عن الجنوبيين، وأبسط مثال ماحدث يوم اجتمع حزب الإصلاح بولي عهد المملكة وولي عهد الإمارات، سمعنا خطابات كـ (تقارب - التحالف يضبط البوصلة - الشراكة قادمة ..) وغيرها من المفردات التي رُوجت في حينها ظناً منهم بفرصة حدوث تقارب وشيك.
• لابد من الاعتراف أن الخطأ بيننا وبين التحالف ينحصر في قلة إلمامنا بتفاصيل المشهد السياسي، وأننا لا نجيد المسك بخيوط اللعبة السياسية، من منطلق المصالح المتبادلة بينه وبين شعب الجنوب، فالدول تبنى على المصالح وواهم من يحاول تسويق الشراكة مع التحالف بأنها عاطفية محضة.
• سننتقد سياسة التحالف في رهانه وتمسكه بالشرعية تلك التي يدعي أنصارها بأنها صاحبة الشراكة وأنها مالكة العصى السحرية لحل كل المشكلات، وواقع الأمر أنها تقوم بابتزاز التحالف باسم الشعب، وأبسط دليل اعتراف الشرعية بأنها استلمت مليارات الدولارات من التحالف وإشادتها في كل بياناتها بوقوف التحالف مع الشعب حتى على المستوى الاقتصادي.
• مسألة تبادل الأدوار بين الحكومة والتحالف لايقوم على مبدأ وطني وإلا لرأينا واقعاً مختلفاً ولاستطاعت الحكومة ببعض المليارات التي وصلتها أن تغير واقعنا إلى الأحسن وفق الامكانات، لكننا نرى أن الأحوال تزداد سوءاً منذ صعود تلك الحكومة، والحكومة لن تمانع في حال وصل بها الأمر إلى حائط مسدود للقفز إلى كيانات إقليمية للحفاظ على كراسيها، حزب الإصلاح انموذجا الذي لا يزال يرتبط بعلاقات مع قطر وتركيا.
• التمسك بالتحالف خيار استراتيجي غير قابل للنقاش، انطلاقأً من المصير العربي المشترك، وتعزيز تحالفات المستقبل كخطوة قوية لبناء واستعادة دولة الجنوب، ولكن الحديث هنا لابد أن يكون تحت مظلة المكاسب المتوقعة لشريك جنوبي كان له الفضل الكبير في تحقيق الانتصار الوحيد للتحالف، ومتى مافهم الجنوبيون هذا الدرس فإنهم سيكونون قادرين على تطويع الواقع لمزيد من المكتسبات.
#رأيي_شخصي
#الجنوب_شريك_التحالف
#ياسر_علي