كيف انتصر الإصلاح دون قتال

2018-08-27 17:51

 

 • دخلت احد المطاعم اليمنية في جدة لتناول وجبة العشاء، وفاتحين قناة (يمن شباب) اخبار التاسعة!! ماشاهدته كان امراً مقززاً للغاية:

خبر واحد عن الحوثي !! وثاني عن تعز، وباقي اخبارهم عن عدن والجنوب، اتهامات ومهاجمة لأمن عدن والحزام الأمني وللنخب الأمنية الحضرمية، والشبوانية؟! لم يتركوا اي اتهام الا وقالوه: عمالة، ارتزاق، مليشيا، عصابات .. الخ، لوهلة شعرت أن الشمال قد تحرر وانتهت مشاكله، وتفرغوا فقط لمشاكل عدن؟!

 

• المشكلة ليست هنا .. لكنها تكمن حينما رأيت كثير من اخواننا الشماليين متابعين بتركيز تام .. وكأنهم عبارة عن وعاء يتم صب المعلومات المغلوطة .. وشحن عقولهم بأفكار فاسدة، ووجدتهم يتناقشون عن عدن والجنوب، أكثر من كلامهم عن الحوثي وجرائمه التي مازالوا يرزحون تحت وطأتها .. سمعتُ احدهم يقول صراحة: الحوثي أحسن وقد احنا ساكتين في صنعاء والا كان بيحصل لنا مثل مايفعل الاحتلال الاماراتي في عدن!!!!

 

• وقتها اكتشفت اننا امام مشكلة خطيرة وكبيرة للغاية، الخوف مش من اللي يهاجمك في وسائل الاعلام فهؤلاء بيظلوا اقلام مدفوعة ومأجورة ويسهل اخراسها بتجفيف منابعها .. لكن الكارثة انهم انجزوا مهمتهم بنجاح من خلال تغييب عقول الملايين شمالا.. وبالتالي ضمان انضمامهم للقطيع ليسهل عليهم قيادتهم مرة تلو اخرى..

 

• ففي الوقت الذي توجهت فيه القوى الجنوبية للثبات والصمود على الارض، لحسابات تتعلق باستعادة الدولة ومواجهة الاعتداء على الارض، كان للإصلاح تحديدا حساباته الخاصة .. فهو كان يدرك بأنه لن يكون نداً في هذا الحرب لافتقاده للدافع المنطقي لخوض هكذا قتال فحبر توقيعه لاتفاق السلم والشراكة مع الحوثي لم يجف بعد، ولا حتى ايدلوجيته القائمة على الاستغلال والتحالفات القذرة تعينه على الثبات، بالاضافة الى افتقاد  قواعده للعقيدة القتالية فهم يواجهون اخوانهم وابناء قبائلهم واصهارهم في حسبة معقدة للغاية.

 

• لذلك سعى منذ اليوم الاول لتشكيل جبهته الخاصة .. جبهة اعلامية حشدلها ملايين الدولارات وجند مئات الاقلام المأجورة..

وكانت الاستراتيحية بسيطة للغاية:

1- تشويه انتصارات المقاومة الجنوبية.

2- نسب الانتصارات لقوات الشرعية (المختطفة اصلاحياً) الاصلاح.

3- تشكيك الشعب بوضع المناطق المحررة التي لا تخضع لسيطرتهم.

4- صنع انتصارات وهمية وانجازات في المناطق القابعة تحت سيطرتهم.

5-تصوير حزبهم بأنه الوطني الغيور المضطهد برغم تضحياته.

6- شيطنة كل من خالفهم وابتزاز باقي الحلفاء من خلال توجيه الرأي العام بما يتلاءم مع خططهم ومصالحهم.

 

• نجح الاخوانجية في مسعاهم من خلال التغييب الجمعي لعقول الشعب شمالاً الذي يعتبر وقود وضمان استمرار حالة اللا حرب واللا دولة التي ينشدها المتنفذون والمستفيدون من اطالة امد الحرب .. سواء من اجل مصالحهم الشخصية او حتى الايدلوجية، فهم يراهنون على قلة الوعي بين افراد الشعب ليستمروا في فرض ارادتهم والمتاجرة بمصير هذا الشعب طالما ضمنوا حالة الجمود العقلي الذي يكرسونه ليل نهار عبر قنواتهم التي يتسمر امامهم ملايين المشاهدين لتكون نافذتهم الوحيدة لاستقاء المعلومات ..

 

• اتضح ببساطة ان الاصلاح الذي لا وجود حقيقي له على الارض عسكرياً وحتى ميدانيا، قام بصنع جيش شعبي كبير جداً وهو بالتالي ضمن تواجده في اي حلول سياسية بل انه استطاع ان يكون لاعباً رئيسيا ومحركاً للأحداث من خلال اختطاف عقول الشعب وغسل ادمغتهم بافكاره وايدلوجيته .. وعليه فهو لن يتوانى بوضع عراقيل مجدداً لاي حلول سياسية لاتحوز رضاه، لتلويحه باستغلال هؤلاء الافراد المسلوبي الارادة .. على الرغم من كونه ذو تأثير محدود في مسار العملية العسكرية ميدانياً.

 

• بالمقابل .. نجد ان الجنوبيين أصحاب التأثير الحقيقي والوحيد ميدانيا وعسكريا ومالكي الحق الحصري لانتصارات التحالف في اليمن، يُقابَلون بهجوم من باقي الأطراف السياسية، وحتى جماهيرياً، وكذلك اهمال حتى من التحالف الذي يدين بالفضل للمقاومة الجنوبية ..

 

• كل ذلك لأنهم اهملوا الجانب الاعلامي وتأثيره في الوقت المعاصر، فالزمن قد تغير وميزان القوى لا يتم حسمه عسكريا فقط .. فبامكانك ان تحقق انتصارات دون ان تريق قطرة دم واحدة، وحتى دون ان يكون لك اي وجود حقيقي على ارض المعركة ..

 

• هذا هو الشيء الذي فشل فيه الجنوب ولم يتنبهوا له ولأهميته الى حد الان، وما اصرار القوى السياسية على تعطيل بث القنوات الجنوبية وحرصها على عدم امتلاك الجنوب لقنوات اعلامية كل ذلك يرجع لأنهم لا يريدون أن يحسروا نقطة قوتهم الوحيدة ..بعد ان خسروا معاركهم على الأرض، وهم بالتالي يشعرون ببعض الانتصار والافضلية ..وعند وجود قنوات اعلامية تتبنى الخطاب الجنوبي حينها سيشعرون بقرب هزيمتهم وانتهاء سيطرتهم .. وستتهاوى حصونهم وتدمر مشاريعهم وخططهم وسينكشفون .. وسيسهل حينها اقتلاعهم.

 

#الحرب_الاعلامية

#بنحاربكم_زيطي_ميطي

 

#ياسر_علي